الثلاثاء، 11 يوليو 2023

الحب في الزمن الخطأ....بقلم الأديب د.محمد موسى

 من مذكرات أستاذ جامعي


"الحب في الزمن الخطأ"


      هناك سؤال يحتاج إلى الكثير من الجهد للإجابة عليه ، هل يمكن أن يلتقي فصل الربيع مع فصل الخريف؟ ، ثم ما إسم هذا الفصل الناتج عن هذا اللقاء؟ ، هل يسمى الفصل الربيع خريف ، أو يسمى فصل الخريف ربيع ، أو يسمى فصل التخاريف؟ ! ، شغل هذا الأمر كثيراً فكري ، فمن المستحيل أن يتلاقى الشروق والغروب في منتصف الطريق ، وأعتقد أن هذا الخلط الغير منطقي ، هو الذي سيؤدي مستقبلاً إلى الكثير من المشاكل ، التي تؤدي إلى حالة الفوضى في المشاعر ، وللأسف تهبط قيمة الحب الذي هو أروع عطاء من الله سبحانه وتعالى بهذا الخلط اللامنطقي ، وإذا إتفقنا على أمر مؤداه ، أن الصحة النفسية تعتدل فقط في حالة إنسجام الإنسان مع الطبيعة من حوله ، بشكل يؤكد أن الإنسان يحترم الحياة وقوانينها ، فكما كان الربيع هو فصل التمتع بالزهور ، فكذلك الخريف هو فصل الراحة والسكون والتفكير ، ثم الحساب عن سابق الأيام ، وقد يظن البعض أن هذا الكلام ، هو فلسفة من أستاذ جامعي ، ولكن الحقيقة أنه هو قراءة لأوضاع إختلطت فيها الكثير من معاني الجمال مع بعض المعاني الأقل جمالاً ، فالخلط بين المنطق العقلي والمنطق العاطفي هو من يولد الكثير من المشاكل ، قال لي صديق أن له صديق في مثل أعمارنا يريد أن يرتبط بفتاة تصغره بكثير ، ولصغر سنها وأيضاً تجربتها وخبرتها تتمسك به ، وهي فتاة جميلة تعيش في سنوات العشرينات ، فقلت له عندما يمتعك الله بفضل العلم ، فيجب أن تتكلم بمنطق عقلي يعتمد على التحليل الدقيق للحياة ، وقولاً واحداً مستحيل التلاقي بين تفكير عاطفي بعيداً عن العقل ، وبين تفكيراً عقلياً لا تتحكم فيه العواطف بدرجة كبيرة ، فهناك مشكلة كبيرة وهي أن للحياة قوانين ، والعاقل يجب أن يحترم تلك القوانين ، وخاسر من يتحدى الحياة وقوانين الحياة ، وسبق أن كتبت قصة بعنوان (الصراحة) ، وقلت فيها (الحب هو يُشبَهْ بالفاكهة ، فالحب في العمر من 25 الى 35 يشبه الكريز طعم جميل ويستخدم عادة عند تزين كل الحلويات ويُضع على عرش من الكريم شانتيه الأبيض فيعطي جمالاً للعين ، والحب من 35 إلى 45 يشبه فاكهة الأناناس أيضا الطعم جميل قطع أو عصير ثم به أيضا تزين التورتات والحلويات ، والحب من 45 إلى 55 له طعم الفراولة قد تكون كبيرة وزاهية ولكن ليس لها طعمها عندما كانت صغيرة وهذا الفرق جوهري ، أما بعد 55 فيكون للحب طعم البطيخ ، لا يؤكل إلا في وقت معين وهو الصيف ، ولا يؤكل إلا مثلجاً ، وعندما تختلف الأعمار بشكل كبير نصبح أمام فاكهة مختلقة الطعم) ، هل وصلت الرسالة ، وما فضلنا الله بالعقل إلا ليستخدم في تحقيق الجميل في الحياة ، وأذا نحينا العقل جانباً وأطلقنا للقلب العنان ، فأنتظر الكثير من البلاء.


♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ذكرى ....بقلم الشاعر أحمد محمد علي بالو

 ذكرى '.       أحمد بالو  اتركني هاهنا معلقا ،لامناص من الهروب، الشاهد لحق بأنثى الإختيار .في محكمة الرؤى  أزرار الومضة تائهة، تبحث عن و...