"نشيد التيهِ والصمود"
تبعثرهم رياحُ القهرِ في التيهِ
كأنّ الدربَ مذ وُلدوا يُناديهِ
توسّدهم جراحُ الغدرِ، ما سكنوا
سوى وجعٍ تشرّبَ في مآقيهِ
تقصُّ الريحُ عنهم كلّ ذاكرةٍ
وتُلقيها رمادًا في مراسيهِ
فلا أثرٌ، ولا صوتٌ، ولا كفنٌ
سوى طيفٍ يُصلّي في خفافيــهِ
كَأنّ الأرضَ أَغلَقَتِ المدى بَخَلًا
فلم تُنبتْ سِوى مَوتٍ يُنَاجِيهِ
وسيفُ الظلمِ مسنونٌ لباريهِ
هُمُ الأحرارُ، لا قيدٌ يُقيّدُهمْ
ولو نسجوا الجراحَ على لياليهِ
بهمْ صاحتْ جدارُ الأرضِ مذ خُلِقَتْ
كأنّ النورَ من جرحٍ يُناديهِ
هُمُ غزةُ، سيفُ العزمِ ما انكسرتْ
ولا هانتْ على جورٍ يُباغيهِ
كأنّ الموتَ يحميهمْ ويُحييهِ
لهمْ في الأرضِ ميعادٌ، وساريةٌ
من التكبيرِ تُزجيهُمْ وتُعليهِ
أحمد محمد الطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق