وداعا ايتها الأخلاق. بقلمي أبو عمر
.......................................................
إن قطار العمر يمضى سريعا دون ان نشعر به ‘حقب زمنية متعاقبة تمر علينا مر الكرام‘ ايام منصرمة.وايام قادمة‘ اصبحنا لانفرق بين الأمس واليوم‘ صارت الأيام متشابهة‘ فقدنا الإحساس بالزمن ‘كل شيئ لا يهم ‘ تغيرت طباعنا .وتفشت البلطجة فى المجتمع ‘ منتهى الوحشية وانعدام الضمير واستخدام العنف في المعاملات الانسانية‘ اصبحنا نعيش في زمن الغاب ‘فالقوى يفترس الضعيف‘ وصرنا نطبق مبدا انا ومن بعدى الطوفان‘ لقد صار المرء أنانى بطبعه تفصدت العلاقات بين الاسر بعضها البعض‘
صار الكل يقيم حاجزابينه وبين الآخرين ‘ انعدمت الأخلاق الفاضلة وضاعت وسط زمن مجنون‘ تحكمه المادة من صباحه حتى مسائه ومن اوله الى اخره ‘ضاع الضمير الانسانى وسط الزحام‘ وديست الاخلاق والقيم والمبادىءبالاقدام ‘صارت القوة للمادة وعنفوانها ‘بيعت الذمم بأبخس ثمن ‘توارت السلوكيات الحميدة بعيدا عن أعين البشر‘ وهأنذا أرفع يدى مطالبا الأخلاق السماح لى باجراء حوارا معها أقول فيه:
أيتها الأخلاق لقد اعطاك البشر اجازة مفتوحة ‘صاروا فى واد وأنت فى واد ‘باعوك بأرخص ثمن ‘ باعوا الغالى بالرخيص ‘ صارت المادة همهم الأول بالليل والنهار‘ أخاطبك والمرارة تملأ فمى‘ ويعصرنى الحزن ‘ صار صاحب الخلق اليوم يقال عنه أنه رجعى ومتخلف عن هذا العصر ‘يقيسون الرجولة بوفرة المال وكثرته ‘وفى النهايه اقول لك:
ايتها الاخلاق انت تاج على رأس كل من يتمسك بك‘ أنت نور يضيىء ظلمات دروب البشر‘ أنت الأمل الباقى فى النفوس‘ أنت الشعلة التى سوف تحملهاالأجيال جيلا بعد جيل ‘أنت أجمل ما فى البشر ‘اصحابك هم آخر الرجال المحترمين ‘بك تحلى الأنبياء والصحابة والتا بعين‘ ابدا لن تندثرى من النفوس مهما حدث ‘فأنت باقية فى النفوس حتى يرث الله الأرض ومن عليها ‘فأنت منقوشة فى صدر كل تقى ووقور‘ واياك والجهلاء‘ فهم لايعرفون المعنى الحقيقى لك‘ ايتها الأخلاق إذا قلت لك وداعا فعلى الدنيا السلام‘ ولكن فى النهاية أتمنى ان يتمسك بك البشر حتى تستقيم الحياة وينعم الجميع بالخلق النبيل والسلوك القويم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق