الخميس، 31 أكتوبر 2024

ذل العرب ...بقلم الشاعر محمود غازي درويش

 💠 💠 ذُل الـعـــرب 💠 💠


من يشتري شــر الـعـروبــة والـعـرب؟!

من يشتري عُـهـر ديـوثٍ مُـغْـتَـصـب؟!

من يشتري أصنامـاً لا تُـحـرك سـاكـنـا

وإذا نطقت فـلا تُجيدُ غير الـشـجـب!!

من يشتري ترسانـة تجملت بالسلاح؟!

و إذا دارت لا تُـقــاتـــل إلا الـشــغـب!!

تـأسـدت كـل الـكـراسـي على ذويـهــا

وللـكـفيـل خضعت تـبـرجــا ولا عجب

إن الخنوع قد أصابنا بالبلاهة والشلل

والجسد وهـن تبلـداً..كـيـف الغضب؟!

من يُقظ الحلم فينا لنرتجي بـه الأمل

لا تُزهر الدنيا جمالا لـعـاطـلٍ بلا عمـل

والوهم فِكرٌ اكتمل ببريقِ بوقٍ مُبتـذل


.. .. مــن  يــبــتــغــي  الــذل  فـيـنـــا

.. .. و الـــعـــز  أبـــكــــم  أخــرســــــا

.. .. مــن  يـبـتـغـي  الـجـهـل  فــيـنــا

.. .. و الــعـلـــم  دربــــاً  مُــطــمـســـا

.. .. مـن  يـبـتـغــي  الـمـرض  فـيـنــا

.. .. و تــاجــه  مُـطــأطــأً  مُـنـكـســـا

.. .. مــن  يـبـتـغـــي  الـفـقــر  فـيـنــا

.. .. و غـنــانــا  حـارسٌ  مُـتـلـصـصــا


.. .. مـن  يـشـتـري  عِــز  الـخـيـانـــة

.. .. مـن  يـشـتـري شـرف


الـديـاثـــة

.. .. مـن يـشـتـري طُـهـر الـنـجـاســـة

كُـل هـذي الـسلـع قـد تُـبـاع وتُـشترى

علـى استحياء فـى سـوق النخاســـة

لـكـن  عـنـد  الـعــرب  كُـل  الـرذائـــل

عـلـنــاً تُـمـارس بــأســم الـسـيـاســـة


💠💠💠🖋️محمود غازي درويش

أصبع عائبة ....بقلم الأديب مصطفى الحاج حسين


 ** ((أصبع عائبة)).. 


      قصة: مصطفى الحاج حسين. 


تمّ اغتصاب (سميرة) ابنة حارتنا، وهي ابنة الخامسة عشر من عمرها، لها أخوة وأخوات، أكبر، وأصغر منها، فهي تقع بين أخوتها، في مرتبة الوسط.. أمّها منهمكة في المطبخ، تطبخ، وتغسل، وتنظف، وترتّب، وتستسلم لرغبات زوجها، (أبو رحمو)

، بعد منتصف الليل، وهي في ذروة الإرهاق، والتعب والرّغبة القويّة في النّوم العميق. 


كانت دارهم، قريبة من مدرسة الشّهيد (صالح نقّار)، التي تحوّلت إلى مركز للجيش، (الوحدات الخاصة).. ولقد انتبه القائد، لهذه الفتاة، تقف، وتتفرّج، وتلهو، أمام باب منزلها.. فناداها الضّابط، وراح يسألها، عن والدها، وأخوتها الذّكور ، وأخواتها البنات، وأمّها، وكافة أفراد عائلتها.. ولمّا لمس الضّابط، عند هذه الفتاة، مدى الرّعب والخوف منه، ومن عناصره، صار يهدّدها، بأنّه سيعتقل والدها، وأخوتها الشّباب، بتهمة علاقتهم (بالإخوان المسلمين)، والدّليل ذهابهم، وتردّدهم على الجامع، بحجّة تأدية الصّلاة..وخافت البنت، وراحت تترجّى الضّابط الأشقر، وتتوسّل إليه، أن يترك والدها، وأخوتها بحالهم، فهم لا علاقة لهم (بالإخوان المسلمين).. فطلب منها، أن ترافقه، لداخل المدرسة، ولمّا استجابت بدافع الخوف، دعاها أيضا لدخول مكتبه، فامتثلت مكرهة.. وهناك في المكتب، أغلق عليها الباب، وقام باغتصابها، بعد أن هدّدها بالقتل، وشاهدت بأمّ عينيها، كميّة السّلاح المرّعبة، والمتواجدة في مكتبه فقط.. قام بتعريّتها، وتمتّع بكامل جسدها، الطّافح بالأنوثةِ والحيويّة.. بكت حين شاهدت، قطرات الدّم الأحمر، تنساب من بين فخذيها، فأمرها بمسح الدّم، بعد أن أعطاها المحارم البيضاء، وقال لها:


- إن أخبرت أحداً، بما فعلناه، سأًرمي والدك، وأخويك، في المعتقل. 


بدافع خوفها لم تخبر أمها، بما تعرّضت له.. حتّى شقيقتها (أميرة)، التي تكبرها بسنتين، والقريبة منها جداً، خافت من الاعتراف لها.. وحين مرّ عليها اليوم بسلام، ولم ينتبه عليها أحد من العائلة، شعرت بالأمان، فقد كانت طوال الوقت، تتهرّب من مخالطة الجميع، بحجّة أنّها متوعّكة.. في اليوم الثٌاني، أرادت أن تلقي نظرة، خاطفة على الشّارع، وبوّابة المدرسة، وإذ بها تجد الضّابط الأشقر، يجلس مع عناصره، عند الحاجز.. ولمّا لمحها، ناداها، أمام عناصره، الذين كانوا ينظرون إليها مبتسمين.. حاولت أن تعود أدراجَها، وتدخل دارهم.. فإذ بالضّابط يناديها، بصوت آمر، وباسمها:


- (سميرة).. تعالي إلى هنا.. بسرعة. 


تسلّل إلى قلبها الصّغير الخوف.. هذا الضّابط لا يخاف، ولا يحسب لأحد حساباً، وإن لم تذهب إليه.. سيعمل لها فضيحة، ويأمر عناصره، ليقوموا بجرّها من شعرها، وإحضارها لعنده، فهو معلّمهم.. فوجدت نفسها تنصاع، وتتحرّك نحو الضّابط.. الذي نهض بدوره، واخذها إلى ذات المكتب، ليعاود النّوم معها.. بوقت أطول، من الوقت، الذي استغرقه يوم أمس. 


قال لها، بعد أن فرغ منها، وتركها قطعة لحم، تلبس ثيابها، المرميّة على الأرض:


- كلّ يوم، في هذا الوقت.. أريدك أن تأتيّ، إليّ هنا.. والويل لك، إن تأخرت

، سأدخل لعندكم في البيت، وأجرّك من شعرك الأسود، هذا.. أمام أمّك.. وأحضرك إلى هنا. 


ومضت أيام، و(سميرة) تلبّي طلب الضّابط الأشقر، وتتسلّل بالخفـاء عن أمّها وأخوتها، وتأتي طائعة.. إلى أن اعتادت هذا الأمر.. وبدأت تشارك، ضابطها الأشقر، المتعة واللذّة. 


أشهر عديدة مضت، وطابت لعناصر (الوحدات الخاصة)، الإقامة في المدرسة، ودوام الطّلاب، ما زال معلَّقاً، إنّهم في عطلة مفتوحة، إلى أن يستتبّ الأمن، والأمان، في ربوع (سوريّة). 


ووقع المحظور، وحبلت (سميرة)، وانفضح أمرها، بعد أن تعبت، وبدأت عوارض الحمل، تظهر عليها، وصارت بطنها تكبر، وأمّها ارتابت في أمرها، سحبتها إلى غرفتها، لتحقّق معها.. لكنّ (سميرة)، حاولت أن تتهرّب، وأن لا تعترف، وحلفت، وبكت، وأنكرت، وادّعت أنّها بخير، فقد كانت مصابة (بالرّشح)، بسبب مغص عارض ألمّ بها.. لكنّها تشعر الآن بأنّها قد تحسنت.. لكنّ أمّها لم تقتنع، فأصرّت أن تعرضها على أمّ (ساروب)، العجوز اللبنانيّة، والتي تسكن بالحارة، مستأجرة عند السّائق (أبو نجيب)، الذي قُتِل ابنه (نجيب) منذ فترة، بحوادث الشّغب اللعينة وأمّ (ساروب)، هذه كانت تعمل، قابلة نسائية، ولها سنوات عديدة في هذه الحارة.. وعندها خبرة كبيرة، في الحمل والولادة.


منذ النّظرة الأولى، والكلمة الأولى، قالت أمّ (ساروب)، تبشّر أمّ(سميرة):


- مبروك.. ابنتك حامل. 


انهارت (سميرة) .. وصُعقت أمّها.. وأحسّت (ام ساروب) بأنّها تسرّعت.. لكنّ الحقيقة لا يمكن إخفاءها.. صاحت الأمّ بابنتها (سميرة)، المتخشّبة:


- من؟!.. قولي من فعل بك هذا؟!.. ومتى؟!.. وكيف؟!. 


وأجهشت (سميرة) بالبكاء، وارتمتْ على قدميّ أمّها.. المذهولة و غير المصدّقة.


وحاولت أمّ (ساروب)، أن تتقدَّم من أمّ (سميرة)، لتهدّئ من روعها، وتخفّف من فاجعتها، وألم روحها.. فقالت:


- لا أدري ماذا أقول لك..ولكن أرجوك تماسَكي، وكوني مع ابنتك، لا عليها.. 

ربّما تكون مظلومة.. مغلوبة على أمرها، لقد مرّت عليّ حالات كثيرة. 


قالت الأمِّ بلهفة ومرارةِ، وحرقة:


- ألا يوجد حل، أرجوك هل عندك حلّ، لمثل هذه الأمور؟.


- يبدو أنّ ابنتكِ حامل، منذ أشهر عديدة.. يعني الجنين، صارت له روح.


صرخت أمّ (سميرة)، كمجنونة فقدت صوابها.. وابنتها مازالت تنشج، راكعة عند قدميّ أمّها:


- قولي يا ابنة الحرام، مّمن حبلتِ؟!، ومنذ متى وأنت حامل؟!. 


كان لا يمكن لأمّ (ساروب) أن تجري (لسميرة) عمليّة الإجهاض.. فالعمليّة هنا تكون جريمة قتل.. سيحاسبها القانون.. وهي مسيحيّة تخاف الله.


واعترفت (سميرة) لأمّها، ومن ثمّ لأبيها عن الفاعل.. وكان أبوها الذي،  يشخر كالثّور الهائج، من شدّة غضبه، مذهولاً، ومصعوقاً، ومرتجفاً من داخله.. وكم تمنّى على ابنته الكلبة، أن تذكر اسم، غير هذا الضّابط، يا ليتها قالت إنّ من فعل بي هذا، (جمال) ابن خالتي، أو (شهاب) ابن عمي، لكان سَحَبه من رقبته، وهدّده بالذّبح، إن لم يصلّح خطأه.. ولكن هنا ماذا يفعل؟!.. هل يذهب ويواجه ذاك الضّابط الأشقر، الذي يرمقه بنظرات الغضب، كلّما مرّ بالقرب من حاجزه.. الآن فهم معنى نظرات الغضب هذه.. كأنّه يحاول إخافته.. وهو كان يخافه بالفعل، ويخشاه، ويتجنّبه.. ماذا عليه أن يفعل الآن؟!.. يتركه، ولا يحاسبه، يتظاهر بعدم معرفته، بالذي قام بالاعتداء على شرفه؟!.. وسأل، والدّمع ملأ حنجرته واختناقه:


- يا الله!!.. لم هذا يا الله؟!.. أنا إنسان بسيط وفقير، تركت ضيعتي لأشتغل هنا في (حلب) وأستطيع أن أطعم أولادي.. والآن كيف سأواجه الموقف

؟!.. هل أنا من سيحاسب هذا الضّابط؟!.. ألا تعرف من هو يا الله، ألا تعرف من أيّ ضيعة ينحدر؟!.. من أيّ طائفة هو؟!.. ومن يقف معه؟!.. ويسانده؟!.. إنّه فوق القانون.. نعم.. هذا يستطيع أن يبول على القانون، ودستور البلاد، أمام القاضي الأوّل.. لا قدرة لي على مواجهته، أو حتّى على معاتبته.. أنا أضعف من هذا يا ربي.. وأصغر، وأجبن، فلماذا وضعتْني، في هذا الموقف يا ربي؟!.


ابنته فعلت هذا، من شدّة خوفها عليه، وعلى أخواتها، وأخواتها (رحمو..ورحيم)، وأمّها.. وهي شاهدت هذا الضّابط، وعناصره كيف قتلوا (نجيب) ابن جارهم، وأصابوا برصاصهم فخذ (لبابة) ابنة جارهم، وكيف اخترقت الرّصاصة فخذها، وخرجت، من الطّرف الآخر.. وكان هذا الحقير، طوال الوقت، يهدّد (سميرة) بأنّه سيعتقلنا، أَو يقتلنا، إن لم تستجب، لطلباته الوضيعة، وتتركه ينام معها. 


وتساءل (أبو رحمو)، هل يكون جزاء (سميرة) القتل؟!.. إنّها ضحت بنفسها من أجلنا نحن؟!.

  

الموت عليك حرام يا (سميرة).. لكن تقاليدنا، وأعرافنا، وعاداتنا،

ومفاهيمنا، ورجولتنا، وأخلاقنا، تقول:


- يجب قتلك يا (سميرة).. لا مبرّر لك.. لا شفيع لك.. لا عذر لك، وإن كنت تضحّين بنفسك، من أجل عائلتك.. كان يضحك على سذاجتك

.. لو كان لهم علينا ملاحظة، أنا وأخوتك، لما تركونا دقيقة.. ضحك عليك يا (سميرة).. خدعك.. استغلّ صغر سنك..وأنا أستطيع أن أحاسبك أنت فقط، وَأقتلك أنت فقط.. أما هو، فممنوع عليّ، أن أسأله، لماذا فعل معك هذا؟!.. ممنوع عليّ أن أقتربُ منه.. أن أنظر في عينيه .. أن ألمس حذاءه.. لحذائه عند الدولة مكانة أكثر من مكانتنا يا (سميرة).. سأقتلك.. وأنا أحبّك يا (سميرة).. سأذبحك بيديّ، وأنت أطهر ما لمسته يديَّ.. ستموتين، وأنت البريئة والضّحيّة.. جلبتِ لنا العار يا ابنتي، وأنت كنت تريدين لنا الخير.. حتّى وإن قتلناك، ففعلتك الشنيعة ستطاردنا للأبد، أنا وأخوتك.. وأبناء عمومتك، من سيقبل أن يتزوج من واحدة، من أخواتك؟!.. من سيرضى، أن يعطي ابنته عروساً، لواحد من أخوتك؟!.. حتّى لو قتلناك.. حتّى لو أحرقناك؟!.. حتّى وإن متنا؟!.. سيحكون عنك.. وسيحكون عنّا.. لأولادهم، ولأحفادهم، وللتاريخ. 


(سميرة) محبوسة في غرفتها، لا أحد يدخل عليها، حتّى أمّها.. ممنوع عليها الخروج، فقط لدورة المياه.. وتكون تحت المراقبة الصّارمة من الجميع.. الكلّ مسؤول عن تحرّكاتها.. في الليل والنّهار.


سيرسل والدها صباحاّ، أحد ولديّه، إلى أخوته الثّلاثة، في قريته الأصليّة، سيأتون ويتشاورون فيما بينهم، ويبحثون عن الحلّ المناسب.


إنطفأت جميع الأنوار، وهجع كلّ من في الدّار لفراشه.. لكنّ النّومِ على خصام مع أفراد الأسرة.. كلّ يفكّر، يتقلّب، يتساءل، يخطّط، يرسم، يعتزمُ، ينوي، يتخيّل، يتمنّى، يرغب، يتحسّر، يتألم، يتأوّه، يستجمع قواه، يمسح دمعه، يشهق بصمت.. وفجأة انبعث صوت قويّ، يصرخ،ويستغيث

، ويتأوّه.


اشتعلت الأضواء من جديد، فتحت أبواب الغرف، الجميع يركض إلى غرفة (سميرة)، مصدر الصّوت المنبعث، كان الباب مفتوحاً، ووجدوا به (رحيم)، واقفاً، وبيده سكيناً جاء به من المطبخ، وكانت (سميرة)، مطعونة عند كتفها، والدّم يغدق، وينبع من تحت (بلوزتها)، ومباشرة هجم عليه أبوه، بينما كانت الأمِّ، وابنتها الكبرى (أميرة) تصرخان وتبكيان، صاح الأب بانفعال وغضب:


- ماذا فعلت يا مجنون؟!. 


وزعق (رحيم)، بقوّةٍ، وانفعال، وتحدّي:


- سأقتلها.. والله نهايتها على يدي.. الفاجرةُ، العائبة. 


ودقّ باب الدّار، دقات عنيفة،متوالية

، غير منتظرة، يرافقها صراخ وزعيق، وصياح، وأوامر شديدة، مع رشقة من أعيرة ناريّة:


- افتحوا الباب.. أسرعوا.. هيا.. عجّلوا.


ثمّ بدأت (رفسات الأبواب)العسكريّة

، تنهال على الباب المغلق.. وكأن لا أحد يرغب بفتحه.. وفتحت أبواب الجوار، وأطلَّت منها، الرّؤوس السّافرة، والمحجّبة.. وخرج الرّجَالُ والشّباب والأطفال الصّغار.


تقرّر قتل (سميرة) ، (أبو رحمو)، وأخوته الثلاثة، اتّخذوا قرارهم، ولا رجعة لهم عنه، أمّا الضّابط فسيكون حسابه فيما بعد، لم يواجه أحد الآن، سيتظاهرون، بعدم معرفة من جنى على ابنتهم (سميرة).


واتفقوا، على أن من سيقوم، بمهمّة القتل، شقيقها الصغير (عُبادة)، عمره بحدود الثّانية عشر سنة، تحت السّن القانونيّ.. حينها سيكون حكمه مخفّفاً جداً لصغر سنه.


وصاروا يدرّبونه على استعمال السّلاح، اشتروا له مسّدساً، وضعوا له المسدّس في مكان بارز، عند سطح منزلهم، وتركوه يجد المسّدس من تلقاء نفسه، حتّى لا يعترف على صاحب المسّدس، أو من الذي اشتراه له.


بدأوا بتدريبه، كيف يمسك المسّدس،

كيف تتمّ عمليّة التّلقيم، وكيف يتمّ الضّغط على الزّناد، إلى أن يفرغ من طلقاته التّسع، وكيف يسدّد، ويصوّب، ويكون رابط الجأش، لا يخاف، أو ترتعش يده، وألّا يتراجع، أو يشفق، أو يستمع لنداء من يطلب عطفه، أو يرعبه الصّراخ، أو رؤية الدّم النّازف، وأن يكون سريعاً في تنفيذ المهمّة، كلّ هذا سيكون مقابل أن يشتري له درّاجة هوائيّة، ليلعب بها ويسوقها في الحارة.


وكان الطّفل (عُبادة) سعيداً، بهذا وفرح، حيث كان يهرع لأخته (سميرة)، ويخبرها بأنّه يتدرب على استعمال المسّدس، ليقتلها، ويحصل على جائزة، من أبيه، وهي الدّراجة الهوائيّة.


(سميرة)، كانت تعلم بأنّها ستموت، هي لا تغادر غرفتها، إلّا لقضاء حاجتها، محروسة من أخويّها (رحمو) أو (رحيم).. وكانت حين تجوع جداً، تزدردُ بضع لقيمات، لتمنع وجع الجوع عنها.. ولا تشرب إلّا إذا تشقّقت شفتاها، من العطش.. ولا تلجأ للنوم، إلّا إذا انهدّ حيلها، وفرض النّوم نفسه عليها.. الأمُّ ممنوعة عنها بتاتاً، مع تهديد لها بالحساب، لأنّها أهملت تربية ابنتها، ولكنّ أيضاً هذا الحساب مؤجّل.. شقيقتها (أميرة) كذلك الأمر لا يسمح لها، بمقابلة أختها (سميرة)، ولا التّحدث معها.


الضّابط الأشقر، أدرك أنّ أهل

(سميرة) اكتشفوا أمر ابنتهم، لكنْه يجهل إن كانت، اعترفت عليه أم لا.. وهو في كلّ الأحوال، غير سائل، أو مهتم، أو خائف، فهو محميّ بعناصره

، الذين يرعبون القلوب.


كتبت (أميرة) على ورقة صغيرة،

وأعطتها لأخيها الصّغير (عُبادة)، وطلبت منه أن يعطيها، (لسميرة) فهو مسموح له بمقابلتها، وأخذ (عُبادة)، الورقة الصّغيرة، ودسّها في جيب بنطلونه، وناولها إلى (سميرة):


- سيقتلونك.. اهربي.


طوت (سميرة) الورقة، ولم تقل شيئاً، كانت مستسلمة لقدرها.


ثمّ قالت الأمّ لابنها (عُبادة)، توشوشه:


- قل (لسميرة)، أنّ أمّك، تقول لك  اهربي.. ستقتلين.


ونفذ (عُبادة) ما طلبته منه أمّه.. وقال (لسميرة) الشّاحبة الوجه:


- قالت ماما.. اهربي.. سيقتلونك.


ضمّت (سميرة) رأس أخيها، (عُبادة) إلى صدرها، وقبّلته.. وبقيت صامتة.


وفي الليل. نادى (رحمو) شقيقه (عُبادة)، وهمس بإذنه:


- أريدك أن تقول (لسميرة)، إن (رحمو) يقول لك، أن تهربي، سيقتلونك.. وأنا في هذا الليل، سأترك لها باب الدّار مفتوحاً.


وكالعادة.. ذهب (عُبادة) إلى أخته (سميرة)، ونقل لها قول، (رحمو)، ولم تحرّك ساكناً.


وفي هذه المرّة، صاح (رحيم) الذي حاول طعن أخته، (سميرة) سابقاً، على (عُبادة) ، وطلب منه، أن يدخل على (سميرة)، ويطلب منها، الهرب فوراً من دارهم، والذّهاب إلى أيّ مكان، لأنّهم سيقتلونها.. وهو سيقوم بالتّغطية على هربها الآن.


لكنّ (سميرة) ظلّت في غرفتها، ولم تغادرها، كانت تسهر، مع دمع عينيها.


وقبيل الصّباح، وبعد صلاة الفجر، طلب (أبو رحمو) من ابنه (رحيم)، الذي يقوم بحراسة غرفة(سميرة)، أن يدخل غرفته، وينام بعض الشّيء، ويبقى هو بدلاً عنه، للحراسة

.. وذهب (رحيم)، ودخل (أبو رحمو)

، على ابنته (سميرة)، وحين شاهدت أبوها، انكمشت على نفسها، ونهضت بتثاقل وجذع:


- ابنتي.. هيا.. حاولي أن تهربي.. مطلوب منّي أن أقتلك، وأنا لا أقوى على هذا.. خذي هذه النّقود.. وافتحي الباب، واذهبي إلى بلاد الله الواسعة، اذهبي أنت، واتركي عارك لي ولأخوتك.


رفضت أن تمدّ يدها للنقود، التي ظلت في يد أبيها، وارتمتْ تقبل يده وتبكي.. وتطلب منه مسامحتها.


وعند العصر، وبعد الصّلاة، بدأ التّجمع عند باب الدّار، في الحارة، وعند الجهة المقابلة لباب الدّار، التّم الأعمام الثّلاثة، وأولادهم الشّباب، الذين لحقوا بآبائهم، و (أبو رحمو) ووالديه (رحيم) و (رحمو).. و أمّ (رحمو) وابنتها (أميرة)، والعمّات، والخالات، وزوجات الأعمام، وبنات الأعمام.. وعدد كبير من أهالي الحارة.. (وعبادة)، الذي كان يبتسم، لكلّ من ينظر إليه.. وكان معظم المتواجدين، جالسين، يسندون ظهورهم إلى الجدران.. نظر الأب إلى ابنه (عبادة)، ابتسم مشجعاً، وقال:


- هيا يا (عبادة) .. أثبت لي شطارتك. 


 وتحرك (عبادة)، دخل الدّار، بمفرده، وكانت الدّار خالية، إلّا من (سميرة). 


أمّا عناصر الجيش، فقد كانوا عند حاجزهم، يراقبون ولا يتدخلون.. والضّابط الأشقر، غير موجود بينهم. 


فتح (عبادة) الباب، على (سميرة) ، وفي يده يحمل المسّدس، نهضتِ حين رأت أخيها، وهتفت:


- هل حان موعد قتلي؟!.. اقتلني ولكن لا تقتله.


وأشارت بيدها لبطنها:


- سيموت.. ولكن لا تصوّب عليه.. لا ذنب له يا (عبادة). 



وانهمر الرْصاص.. دوى.. تصاعد.. لعلع.. وانبعثت الزّغاريد من خارج الدّار، تصاعدت، انتشرت، خيّمت على سماء الحارة، وانتقلت إلى الحارات المجاورةََ.. وهنا بادر العمّ (عدنان)، شقيق (أبو رحمو)، وأخرج من جيب شرواله مسدّساً، وأشهره إلى الأعلى، وراح يطلق الأعيرة النّارية.. ويصرخ:


- أصبع (عابت) وقطعناها.


           مصطفى الحاج حسين.

                 إسطنبول

ألا ليت ...بقلم الشاعر محمد الأطرش

 الا ليت الشعر يعم البلاد

وينفض عنا وبال العدا 

متى نعيش وقد فارقتنا

جيوش الظلام بلا مرقدا

لنا إخوة في كل الثغور

تحمي حمانا ، دماهم فدا 

وطني العروبة لا تسلني

اين حمانا، فلغتي الصدا

هات يديك فحلق معي

فوق السحاب أريك المدى

بحر ونهر وجبل لدينا

ولغة جمعت فينا الشدا

انا يا اخوتي أطلت ولكن

رأيت بريقا عساه غدا


بقلمي (محمد الاطرش)

دير الغرام ...بقلم الشاعر صبري رسلان

 دير الغرام  (732)

..............

وآه يا قلبي اللي إتوجع 

من يوم فراقه 

طعم الألم والليل 

ما أنام حاضن سلامه 

مشتاق لضحكه من الخدود 

وعطر بستان من الورود

في هواه وكلامه

هقضي عمري اللي باقيلي 

في ثوب دموع 

وأغزل بأيدي شمس بكره 

يجوز يعود 

لا البعد نساني الوعود 

وجوا مني عينيه شهود 

باني دير غرامه

لا حرمته يوم من ليل هنا 

ولا دمعه بانوا

طب فاتني ليه وغيرتي 

عليه وإزاي أخونه

غروره كان سيف هد بيه بيته ووصاله 

وعاوزني طوق حبله في أيديه 

يرضي خياله 

أتاريه ده ناوي ع الفراق

ولا همه عشرة 

واللي إشتريته باع رخيص 

بان وده قشره   

ياما نسيت وعليه داريت

صاين وجوده 

وفى كل مرة أعلي فيه

وأمدح وروده

خدعني قايد شمعيتي

على ليل سدوده

وجاني بكره ما لقيت له

في حضني عوده

فارق خلاص وأختار مقاس 

ثوبي فى عذابه 

بعتب على حالي وألوم

ليه بكيت عشانه

ولا عاد له ذكرى إتنسيت 

يوم هجرة بابه

بقلم .. صبري رسلان

أيام كأنها خيال ...بقلم الشاعر د.محمد موسى

 ♥أيام♥كأنها♥خيال♥


عندما لا تجد ما تقوله للخيال

ولن تجد عندك  ما يُمكن الأن أن  يقال

ولا تجد لديك صورة على البال

تسأل أين ذهب الكلام  وما هذا الحال

أسأل عقلي عن حكاياتي والخيال

والزهور إختفت  وأختف أجمل الكلام

ولا أجد حولي  أي صدى للخيال

ولاأجد عندي حتى رائحة سابق الأيام

فأين ذهبت ياترى كلمات الشجون

هل تاهت مع الموت أهلي ومع الهموم


وأذهب لشرفتي لأنظر للنجوم

وأرفع يدي للسماء لعل الكابوس يهون

حفدة القردة والخنازير يقتلون

لانجد من يمنعهم لا جيوش ولا قانون

والحقيقة والضمائر كلهم سكون

وأصوات الشعوب غُيبت وراء الغيوم

فأعود فوري لفراشي لعلي أنام

وأرى واقعاً غير واقعي يحكمه قانون

وكمن حول أدعو الله الحنون

فهذه الأيام نحن لا نفهمها مغطاة بالغيوم

يعيشها الذكي والغبي كلها ظنون

ويتساوى من عاش ومن مات  بلا قانون

فكيف يعيش من يصنع الهموم

ويصدق الباطل نفسه أنه قد أغلق العيون

فلا الكلام سوف يغير لنا القانون

ولا فائدة أمامنا الأن بعالم لا يعرف قانون


♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

أنت نعمة ....بقلم الشاعر نضال حمة صالح مصطفى

 نضال ٥٦٣ : أنت نعمة المأوىٰ والسلوى ..


بك أنتِ وحدك وليس غيرك

أشعر بنعمة المأوىٰ

وبنعمة الجمال

وبنعمة الأمان 

وبنعمة الأنثى

وبنعمة العطر 

ورائحة المطر في وقت الانهمار


فأنت الغطاء الدافئ لحياتي

والسقف الرئيف 

والفراش الوثير 

أنت الأمن والأمان الذي أنا فيه 

أنت نعمة الربيع 

والورود والحدائق ووقت تفتح الأزهار


كل يوم أتأمل جمالك 

الذي أهداني الله إيَّاه

والذي يزيدني شوقا وعشقا وبهاءً

يدهشني سحرك الأخاذ 

فما هذا السحر؟ 

وما هذا السر في سرعة الانبهار؟ 


من أنت ، وما هذا الحب المثار

الحب الذي أنا فيه كأنني أعظم سلطان

ومن دونك كل عظمتي وهيبتي يأكلها الشيطان

وتكون أيامي وكل ساعاتي 

في سعادة فكأنني في سعادة وقت قطف الثمار


وقد يَغلبُ عليَّ شعور الحنان والرحمة 

وعلى ما يجري بين أوردة القلب وشرايينه

والدم الفوار الذي يغلي في كل ساعة 

بقوة وفوران تنفجر كالبركان وأي انفجار


أشكرك يا نعمتي

يا نعمة الدار 

ونعمة الجار

ونعمة الحبيبة

نعمة نكهتها مثل نكهة طعم التفاح ورائحة البرتقال 

والمسك والعنبر والريحان

فشكرا مرة ومرات عديدة 

يا نعمة الدار ويا نعمة الجار


يُصِيبني الصدعٌ في الفؤادِ 

إن غبت عني ذات يوم

ولا يلتئم هذا الصدع 

إلا بقربك في كل ساعة وفي كل يوم

فغيابك يقعدني كأنني في حالة احتضار


اقتربي أكثر مني ليزول الإحباط والانكسار

ويجب أن لا ننسى 

بأنّ الآلام قد تكون مهذّبة للنّفس

بالرغم من أن الألم يعذبنا 

لكن الألم مُرهِف

للحسّ

بالرغم من أنه يقلقنا فهو مُجلٍ لحقيقة الدنيا 

فالآلام تمنحنا مرارتها

وحينما تقتربين 

يزول الألم وتنجلي كل الأخطار  


٢٦  / ١٠ / ۲۰۲٤ السبت

الشَّاعِر : نِضال حمَة صَالِح مُصطّفی

السلیمانیة . إقلیم كوردستان /العراق

عطر القلوب ...بقلم الشاعر السيد محمد

 بقلمى/ السيد محمد

  ( عطر القلوب ) 

قلب الزهور فواح ..

وقلب العاشق نواح ..

تايه عن الأفراح ..

الشوق نداه وصاح ..

حى  على  الفلاح ..

قصة حياه وكفاح ..

تجمع ما بين قلبين،،

فى طريق كله صلاح ..

بقلم / السيد محمد

يومي معك ....بقلم الشاعر سليمان كامل

 يومي معك

بقلم 

سليمان كاااامل 

*********************

ظننتني أحيا

وأنت بعيدة

إذ النبض

بذكرك أحياني 


ينشد لك

بخاطري عشقا

يرن صداه

تسمعه آذاني


خيال أعيشه

يومي متبرما

كأنك هنا

حس بوجداني


صور تتراءى

لعيني كلما

تلفت كأنك

ماثلة للعيان


تحسست تسمعت

النبض لعل

قلبي يهنأ

منك باحتضان


والحديث بحبي

ليس منفردا

بل تناجي

لسان بلسان


وحتى أنفاسك

بين أنفاسي

كأنك بصدري

طعم الحنان


وسويعات يومي

لا تسألنني 

أبعيدة أنت أم

قربك دان 


فإن أشرقتِ

بيمني صبحا 

كان مساؤك

بين أحضاني


وإذا كنت

بغرفتي لأغفو

فحديثك هنا

بين أجفاني  


فيومي معك

وإن تجاهلت

وظننت نفسي

بالوهم أحياني

**********************

سليمان كاااامل.....الخميس

2024/10/31

الخطب جل يا عرب ....بقلم الشاعر أحمد عبد الرحمن صالح


 ق:الخَطْبُ جـــــلَّ يــــا عَرب 

ك:أحمد عبد الرحمن صالح 

▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓

                  ★

                  ★

                  ★

وكرهت نفســـــــــــــــى أننى 

   قـــــــــــــد بت اُنسب للعرب 

      اليوم كـــــــــــــــدت أستحى 

         مــن مجـــــد زآئف قد هَرب 

           أيــن الحشــــــــــود الكامنة؟ 

              فــى نــــــــار يُشعلها الغضب 


هل صاَبكـــم شــــــــر البلاء؟ 

   أم أنـــــــــــــــهُ جف المَصبّ

      أيــن القلــــــــــوب الخالصة؟ 

         يـا من فقدتـــــــــــــم للنسب

            المـــــــــــــوت قادم لا محال 

               يـــــا مــــــن بُليتُــم بالعَطب 


مـــا عــــــــادَ فى الأمة رجال

   تثأر لســــــــــــــــوء المنقلب 

      قـــــــــــــــد خُيّبة كل الامال

         فى قـــــــوم أمست كالجرب 

            الكل عنهــــــــــــــــــــا يبتعد 

               منبـوذ كل مــــــــــــن إقترب 


مـــن اُمـــــــــــةٌ تهوى الفساد 

   والإحتــــــــــــــــلال إذا طلب 

      غـــــــــــــزة تُبـــــــاد بالنِعال 

         ويليهــــــــــــــا لبنـان إنصلب 

            الظلم قــــــــــــــد طـاح وزاَد

               والحــق فينا قـــــــــد إغترب


والعدل غـــــــاب بـــلا ميعاد

   من الإنسانية قـــــــد إنشطب

      الكُل أعمـــــــــــــــــاهُ الفساد 

         لكؤوس جُبن قــــــــــد شرّب

           مـا عَــــــــــــــادَ للنصر ميلاد 

              فى اُمـــــــــــــةٌ أمست حَطب


ذراَت مـــــــــن حمّـــم الرماد 

   أمست هبـاء بـــــــــــــلا عَقب 

      كَلّت أيــــــــدينـــــــــا الشداد

         واستوطـــن الضعف العَصب

            أرحـــــــام عَقمت مـن رِجال

               يُرجِـــــــــــــــعٍ حـقً مُغتصب

 

مَـــاَ عَـــاَد يُرجـى مــــن أمال

               الخَطْبُ جـــــلَّ يــــــــا عَرب 

                     ★

كلمات:أحمد عبد الرحمن صالح

نهاية حبي ....بقلم الشاعر حربي علي

 أغنية 

( نهاية حبي )


عرفت نهاية  حبي ليكي

لما لقيتك     مابتشتاقي

قلت حرام الذكرى فيكي

وكل الحرام في: التلاقي


ولقيت منك صد    كفاية

زود  بكايا  وكتب النهاية

بعتي  الدم   جوه الوريد

خليتي

قلبي      الوحيد / شريد

بعتي كله ماخليتي باقي

عرفت نهاية   حبى ليكي

لما لقيتك      مابتشتاقي


حبيتك

وإديتك       حتى نفسي

ضيعتي

عمر        في ضل يآسي

هجرتي

قلب  أغلى     من الدهب

رميتي حب بدمي إنكتب

رميتي

نهر  فياض  في السواقي

عرفت نهاية   حبي ليكي

لما لقيتك      مابتشتاقي


قطعت 

مشاعر         كل  العشاق

رميت

حنين     كان في إشتياق

وبقيت

خالي       من هم الأماني

هديت  أمال كانت  مباني

هديت

بيوت الشعر في:  أوراقي


عرفت  نهاية   حبي ليكي

لما  لقيتك      مابتشتاقي

قلت  حرام  الذكرى فيكي

وكل الحرام في:   التلاقي


كلمات : 

حربي علي

شاعرالسويس

معارك وهمية ...بقلم الشاعر معز ماني

 * معارك وهمية *

مشاعر تستنزف طاقتنا

في احداث هامشية

أشياء تافهة تجعلنا

لا ندرك غاية الوجودية

في صحراء سراب

لا تعرف غير السلبية 

تنمر ومشاحنات

حقد وكراهية

أنانية مفرطة لن

تدرك حياة روحية

حرب مصالح

والمفرمة دائرة أبدية 

قراءة بلا تفكير

ولغة استلاب اعلامية 

مسلسلات وأفلام

وكرة قدم وطنية

ومن سيربح المليون

وأصوات ذهبية

للغرباء أشجان

وللوطن قوارب بحرية 

أمل مفقود في بلاد

العتمة الأزلية 

والمكفوفين هم 

الأغلبية

من باع أرضه واشترى

كتبا عن الفروسية

و أغمض عينيه

عن القضايا الحقيقية ...

                                   بقلمي : معز ماني

أكسير الزخم ...بقلم الشاعر نصر محمد

 أكسير الزخم 

على متون صحبة 

حياة  معانيك اليافعة 

لقحت على درب خيالي 

تقاليع الممزوجات الطبيعية 

الخصبة الخلاقة على موسيقى 

شهد أنفاسك  رقصت حواسي  من 

فرط الطرب برؤياك

بين بحور قوافي هدير

لملمت خرائط  المد والجزر 

نبت لوجداني نشوة  الأنهار

 البديعية الرقراقة بملحمة ألوانك كذلك 

 يقتات عليها غرقي المهاجر إليك بحجم الأفق الجاري

عاكس ماتموج من 

بقايا سحرك  كي يسبر 

سر الليل والنهار سردي المتدفق من 

قمة سنام جبل الطير على مرايا الشغف الكوني

أنت متاع رونق وجودي بين طبقات حقول السعد 

كوني المصقول بكل سعي  بين أروقة سكنى 

بيت عنفوانك ألقيت على مراسي كلماتي 

ملامحك  المنمقة المترجلة الفضفاضة 

فوق موائد أشجار فاتن صمت  عشقي 

للنوافذ  مجبول الخاطر جامع من 

أركان ماطويت الفطرة والبراءة 

ساحة نون رحمالعلا  ماحفظ

شوقي سيد البواح المنصهر  

بعناق ولادتنا الفواحة في

حضن النساء اللواتي يركضن في 

مضمار روحي  على حافة التمرد  على ما بيننا من 

وشوشات  ناعمة ثرية  قاطع بالتي هي أحسن

 المسافات  الشهية حصاد ربيع انتظاري 

أنت الثمرة التي مضغتها شفاهي 

عليقة لمستقبل الزمن القادم 

القراءة البديهية صنيعة 

كتب المطارق تحت 

سماء أنجم العلوم المتنوعة 

بركب سفن قربك الحضاري 

سمعت لطوفان لقيانا اللحن

 الجميل الخالد في 

سياق معزوفة المشارب 

نفي نشاز عطش الجهالة 

أحبك بقلبي نهج البلاغة والشهادة 

بقلمي نصر محمد

أيام غربتنا ....بقلم الشاعر مجدي زيادة

 أيام غربتنا 

..............

أيا أيام غربتنا 

أتوق لرؤيا خلاني 


أهيم إليهم شوقاً

وهذا الشوق أعياني 


تعن ببالي الذكرى

تهز كل أركاني 


وأغمض عيني في وجد 

أتوه بليل أحزاني


أسافر خلف أحلام 

تراودني بوجداني 


عسانا نلتقي يوماً 

بين ربوع أوطاني 


بين مروجه الخضر 

أعود لأغلى أزماني 


وصوت خرير جدوله

يعزف أحلى ألحاني 


و أظن بأني في وطني 

وكاد الحزن ينساني 


فأعود لحال غربتنا 

فأسمع همس أشجاني

 

ويعود القلب منكسر 

ينعي عمره الفاني 


يشكو ليل غربته 

ويندب حظه الجاني 


فيا أيام غربتنا 

أتوق لرؤيا خلاني 


أهيم إليهم شوقاً 

وهذا الشوق أعياني 


مجدي زياده. مصر

الخير أبقى .....بقلم الشاعر عدنان درهم

 (الخير. ابقى  .........).

  منذ الأزل. البشر يمضي بهم العمر يرحلون

مع رصيدهم من الخير أو الشر ..الكل راحل

الخير و الشر سيظلان إلى قيام الساعة.......

حسبك أن تكن مع الخير  و اهله مهما كانت

الظروف و الأحداث.........اهتمامك وحرصك

يجب أن ينصب عليه........تحرى أن تكن مع

قافلته.......لا يلهيك الشر و اهله فتقصر في.

الخيرات.......كل إنسان محاسب على افعاله

و اقواله حتى مثقال الذرة..فعند الله العدالة

المطلقة..........حكمة الله في وجودك الابتلاء

و الاختبار.....البشر عنده سواسية..يتمايزون

بالتقوى لا يضره سبحانه شرهم كما لا ينفعه

خيرهم....و إلا لكان خلقهم ملائكة....اخلاقك

الكريمة  يجب  أن لا تتغير مهما كانت البيئة

المحيطة  فهي  الداعية  و القدوة  الحقيقية

إلى الحق و الخير ..الاقوال وحدها لا تكفي

ليس لها قيمة ان خالفت افعالك...................

عندما تلتقي بالشر فواجهه بقوتك الحقيقية

من الخير  القادرة على هزيمته......لا تواجهه

بشر مثله فيصبح لا فرق بينك و بينه.. يميل

الإنسان بطبعه إلى الخير ........لكنها النفس

الإمارة تقوده إلى الشر  بحساباتها  الخاطئة

نزواتها و الشهوات

خلف مصالحها و الأنانية

الا   تراها  إذا  جاءت  النهاية   تريد   الخير

و العودة لكنها الغرغرة حيث اللاعودة.........

قادرة على التمييز بينهما.......ليست جاهلة...

بل منكرة معاندة غافلة و الشيطان لها معين

تحرى الخير مهما كانت تبعاته...ومهما لحقك

من الاذى و الضرر في سبيله .............

                                      عدنان درهم

جراحها ...بقلم الشاعر عدنان درهم

 جراحها  عميقة نازفة   تقاسي الأوجاع و الآلام  تضمد جروحها وحيدة صامدة شامخة مدرسة كرامة و عزة  قبلة للأحرار و الحرية  و أمة تقف هنالك   متخ...