♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠
♠ ♠ ♠مع العلم والعلماء بين الفن والدين♠ ♠ ♠
من جمال هذه الحياة، أنك تتبادل فيها الأفكار والأراء، مع من لهم نصيباً كبيراً في هذه الدنيا من العقل والعلم، وكان هذا الأمر شهرياً وبإنتظام في لقاءات وذلك قبل جائحة كورونا "كوفيد - 19" حتى توفى إلى رحمة الله من كان يجمع الكل، فكان بطل قصتنا قد تعود أن يجتمع كل شهر، مع من يشاركوه في نفس نوع عمله، وفي إحدى الأمسيات إجتمع فيها مع زملاء له في الجامعات المصرية، وكلهم إشتركوا في أنهم يسكنون في منطقة واحدة وهي مصر الجديدة، وأيضاً إشتركوا في الإجتماع كل شهر في حديقة فيلا أستاذاً منهم، وفي كل سهراتهم يقوم أحدهم وهو يجيد العزف على آلة العود، ويتمتع بصوتٍ شجي في الغناء لألحان تداعب عواطف كثيرين من المصريين، مثل عنابي وشباك حبيبي ياخشب الورد ويارايحين الغورية هاتوا لحبيبي هدية إلى جانب الجميل من أغاني المرحومه بإذن الله أم كلثوم، وكذلك أغاني المرحوم بإذن الله محمد عبد الوهاب، وعادة تكون ليلة الجمعة هي ميعاد سهرتهم، وتستمر هذه السهرة إلى ما بعد منتصف الليل، وإلى جانب هذا تقوم بينهم الكثير من النقاشات مرة علمية ومرة فنية ومرة دينية، حيث أن من بين الحاضرين بإستمرار أستاذاً في العلوم الإسلامية في واحدة من أهم الجامعات المصرية، إلى جانب الإشتراك معاً في الغناء والضحك، بدأت السهرة هذه الليلة بنقاش في مواضيع علمية قد لا تهم البعض، وأنتقل الحديث إلى الدين، فقال أستاذ الدين لهم عندما يخلق الله سبحانه وتعالى الخلق، فلابد أن يعرف هذا الخلق لماذا خُلقوا، ويعملون لما خُلقوا ثم يجيدون العمل حتى يرضى صاحب هذا الملك عليهم، ويكون جزائهم الجنه إن شاء الله، وإذا إعتقد أي مخلوق أنه يعلم الحقيقة المطلقة، ويمكن أن يشارك الخالق في إدارة شئون الخلق، فهو ضال ومضل مهما لبس من لباس وأطال ذقنه وكبرت في وجه علامة للصلاة، فالخوارج أيام سيدنا علي رضى الله عنه وكرم الله وجهه، عندما أرسل لهم سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لإقناعهم بالرجوع إلى جماعة المسلمين، فقد عاد دون إقناعهم، ووصفهم للإمام علي رضي الله عنه بأن إيديهم كخُف الجمال، وفي وجههم زبيبة كحافر الشاة من أثر طول سجودهم لله "كانت أرض السجود من الحصباء والرمل فلم تكن هناك سجاجيد"، هنا صدق رسول الله ﷺ عندما وصفهم، وقال ﷺ عن الخوارج قبل موته تحقرون صلاتكم أمام صلاتهم، وكذلك صيامهم وقراءة القرأن "هذا القول ليس لنا بل وقتها كان لأبي بكر وعمر وعثمان وعلى وباقي الصحابة"، فقد قال ﷺ (يأتي في آخر الزمان، قوماً حُدثاء الأسنان، سُفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان، كُث اللحية مقصرين الثياب محلقين الرؤوس يحسنون القيل ويسيئون الفعل، يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء)، وبقولهم سالت الدماء بين المسلمين، كما فعل الإخوان فهذه الدماء في رقبة من يوم القيامة ؟، وأول ما يقام يوم القيامة هو ميزان الدم، فكيف تسفك الدماء بأيادي تقول الله أكبر ؟، ثم إنتقل الحديث إلى موضوع آخر أثاره وأحد من أكثر أساتذة الجامعة عشقاً للفلسفة قال ليس معنى أنك تحمل بضاعة جيدة أن تبيع وتربح، فهناك من يحمل بضاعة أقل من بضاعتك جودة ويبع ويربح أكثر منك، ذلك لانه يعلم كيف يخاطب الناس ويجيد فن التجارة، ففي أسواق تعمُها الفوضى، الكل ينادي على سلعتهِ، وكأن الحياة هي غالب ومغلوب، والحقيقة أن ما تم إعداده للبلاد العربية صناعة صهيوأمريكية، والغريب في الأمر في هذه الأيام، أن تجد أنه لا يفرق الملتحين بين الحديث على المنابر لمصلين جاءوا يلتمسوا طريقاً إلى الجنة، وبين الحديث فى وسائل الإعلام لجماهير تريد لقمة العيش أولاً، وآخرين همهم الأول الترويج لما يعتقدون أنه المخرج فهم من لديهم كل الحقيقة، والدين يقول إما أن تقول خيراً أو أن تصمت، فرغم أن أول ما أنزل على نبينا محمد ﷺ (إقرأ) ولم يكن القرأن قد أنزل بعد "والقرآن هو الكتاب المقروء" فماذا يقرأ؟، وكأن قصد الخالق سبحانه وتعالى أن نقرأ في كل نواحي المعرفة ونقرأ الكون والخلق ونشأة الحياة "أي يقرأ الكتاب المنظور أمام عيوننا"، إذن محور الدين الإسلامي هو القراءة بمعنى الفهم، رغم هذا فإن الزمن الذي يستغرقه الفرد في القراءة في العالم العربي (دقيقة في الأسبوع للفرد)، ومعظم القراءات في كتابات عن الأبراج وحظك اليوم، وفي أسبانيا وحدها تطبع عشرة أضعاف ما تطبعه كل المطابع العربية في العام، والسبب أن الخطاب الإسلامي لم يركز على القراءة بل شغل الناس فقط بالعبادات، وخلال 1400 عام لم يقل أحد على المنابر للناس إقرأ فلك ثوابٌ كبير لأن القراءة تحقق للدين مراد الل ، حتى القرآن الكريم حينما يقرأ فعادةً بسرعة وبدون تركيز، وليس هذا هو مراد الله "فرُبَ قارىء للقرآن والقرآن يلعنه"، لذلك لا غرابة أن يكون عدد من حصل على جائزة نوبل من المسلمين عشرة فقط في العلوم وعددهم يتجاوز المليار والثمانمائة مليون نسمة، بينما حصل اليهود على مائتان من جوائز نوبل في العلوم المختلفة، رغم أن عدد اليهود لا يتعدى سبعة عشر مليون، فنحن في حاجة إلى أن نعيد ترتيب الأولويات في هذا الدين العظيم حتى نستحق أن نكون خير أمه أخرجت للناس، كمراد الله نأمر بالمعروف بين جميع الخلق وننهى عن المنكر لجميع الخلق ولمن كان على أي ملة، وحتى نستطيع إعادة القدس الشريف، سهرة كانت ممتعة إنتهت بصوت أكثر الموجودين جمال وهو يغني على العود أخي جاوز الظالمون المدى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق