الحسون المسافر:
عبق صوتك المنشود
و رشفة الصباحات
و تورد خذيك
أتوا عصيا عن البوح
فكيف يغرد الحسون
بتناهيد صبابة الصوفيين
يجتث من أعماقه
غصة بذوق الوحشة
هل يصعد بنا المعنى ؟
أم يجتر سكون الخيبة
تريد تغريدتي المجد
من رحم الفجر النقي
فلا الريح تعاندني
إلا نسماتها تزيدني نشوة
و لا صهدا يؤرقني
إلا ما نسجه شفيف بوحي
حلق يا حسوني إليها
أنتظر اليقين و السلوى
من تونس الخضراء شوقا
هناك ترقد حبيبتي
فلا تخن مجد عشقي
و انقش وجع الصمت
حتى يترجل الأنين عنها
و أكتب ما سقط سهوا
من متاع رحل دفاتري
على ما فاض من قلبها
و انثر حروفي الثكلى
على الشغف و مرابع اللقاء
اجلب لي رسائل غصن باني
و ارمها على صدري
لينشرح شهد نبضي
و اسلك صعودا منابع النهر
فتورق ضفافه ملاذ غصني
يا حسوني المسافر إليها
سلمتك أسراري و مفتاح لبي
أوصيك أوصيك
لا تنسى عهد الصباحات
...و لا تنسى عهدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق