قلم
حبر في بطن القلم ينساب
يشي بما يعتمل، في كتاب
واش غير مرتش، مافي قلبه على الباب
جوابه من جعبة على الناب
إن شاء كان على الأعداء المخلاب
وإن احب خط كلمات عِذاب
كل كاتب يرتمي منه على الأعتاب
يجود ويبخل ويوتر الاعصاب
كلمة منه تحط وأخرى ترفع الرقاب
به يُميَّزُ الخلقُ وبه يثقل الحساب
يغيب المرء ويبقى الاثر كالقباب
وتضيع الشهادة لولا القلم، بهذا أوصى رب الأرباب
حبر مُحبّٓر يجلو النفوس ويأخذ بالألباب
سره في نهله من قلب كله إعجاب
ترى الخلق أعينها عليه كأنها في سرداب
تتقصى مداخله وتلتقط القشور واللباب
نَهمة، لايُشبِعها السطر في الذهاب والإياب
وكم أعجز كتاب الله من قارئ يحسب له ألف حساب
ذاك إعجاز اللفظ، شآبيب معانيه كالسحاب
كلما اعدتَ القراءة توافدت المعاني كأنك تصدح باعذب صوت من رباب
هي ألحان الكلام لاتنتهي والفؤاد منها دوما في إطراب
إنما الخط حياة، الرقي فيها ألقاب
فكن جاهلا أو بالقلم عالما، علوا لن تبلغه العُقاب،
خلقت النسور للأعالي، أما صغار الطير فتدب في التراب
كم من عالم تحت الثرى، بينه وبيننا الف حجاب
ظل حيا يشهد بذاك من القلم لُعاب
اكتب ماشئت فإنك ملاقيه، إما نعيم أو عذاب
وخير الخط بحر للخير موجه عُباب
_________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق