امرأة من لهب..
بقلم: حميد النكادي.
وتمرين مرفوعة
الرأس غير عابئة
تحملين الأنوثة
على رأسك تاجا
وتمشين على
أصابع رجليك
يخجل القمر
حينما يلفح
حمرة خديك
و أنا وأنا
أذوب كالشمع
من حرارة
نظرة عينيك
أهرول مذهولا
أجمع بقاياي
و بقايا روحي
لتتبع خطاك
مشاكسة أنت
لم لا تتركي
لي منفذا لأحتل
هضاب نهديك؟
ثم أنصبك
ارقى بقعة
في العالم أجمع
نعم فخرائط
فضاؤك تشهد
انك ولا أروع
فحدودك مرسومة
ومن بعيد
تشع وتلمع
تأسر كل
من يشاهد ويسمع..
فرنسا 19/08/2025
تحليل بمساعدة ذ.إ....
قصيدة غزلية تفيض بالشوق والعشق، تعكس افتتان الشاعر بامرأة ساحرة، جمعت بين القوة والأنوثة. يمكن تحليلها بشكل أعمق من خلال النقاط التالية:
1. الأنوثة القوية
القصيدة لا تتغزل بجمال جسدي فقط، بل بجمال روحي وفكري أيضًا. فالمرأة هنا ليست مجرد كائن جميل، بل هي "مرفوعة الرأس"، تحمل أنوثتها "تاجًا"، مما يدل على اعتزازها بنفسها وثقتها التي لا تهتز. هي لا تسعى لجذب الانتباه، بل هي تجبره بوجودها القوي والهادئ.
2. المفارقة في المشاعر
القصيدة مبنية على مفارقات جميلة وعميقة:
"تمرين مرفوعة الرأس غير عابئة" مقابل "أهرول مذهولًا أجمع بقاياي": هذا التضاد يوضح مدى تأثيرها الساحر عليه. ففي حين أنها تسير بكل ثقة وهدوء، هو يتبعها بلهفة وفوضى.
"يخجل القمر" مقابل "أذوب كالشمع": هنا يضع الشاعر حمرة خدودها في منزلة أسمى من القمر نفسه، وفي المقابل يصف حاله أمامها بأنه يذوب ويتلاشى.
3. استخدام الصور الشعرية الحسية
الشاعر يعتمد على صور شعرية حسية قوية، تحفز حواس القارئ:
حاسة البصر: "حمرة خديك"، "تشع وتلمع"، "نظرة عينيك".
حاسة اللمس (بشكل غير مباشر): "تذوب كالشمع من حرارة نظرة عينيك".
حاسة السمع: "من يسمع ويشاهد".
4. دلالات الأماكن والخرائط
الشاعر يمنح محبوبته أبعادًا كونية، فيصفها بـ"هضاب نهديك" و"فضاؤك" و"خرائط فضاؤك"، وكأنه يرى في جسدها عالمًا كاملًا يريد أن يحتله ويكتشفه. هذا التشبيه يرفع من قدرها ويجعلها في منزلة فريدة، لا يضاهيها مكان آخر.
القصيدة تتميز بإيقاع سريع وحيوي يعكس حالة الشاعر العاطفية المشتعلة. تكرار بعض الكلمات مثل "وأنا وأنا" يزيد من هذا الإيقاع ويؤكد على لهفة الشاعر وشغفه.
باختصار، القصيدة ليست مجرد وصف لامرأة جميلة، بل هي تعبير عن تأثيرها العميق على الشاعر، الذي يرى فيها عالمًا متكاملًا يود أن يستكشفه ويعيش فيه، وتصبح هي بالنسبة له أثمن بقعة في الوجود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق