ﻻشيء يثير اهتمامي..!
=================
ﻻشيء يثير اهتمامي..ﻻشيء
تجولت في أرجاء أثينا..عمارات فخمة ومحال تجارية وأضواء .. .شوارع واسعة..هنا.سيارات فارهة وشارات مرور ومواقف...
وصلت للتو الى ساحة استوريا....مقاعد حجرية تزدحم بأصدقاء.
وأيد تتشابك مع بعضها..وأحﻻم شباب..تضيف بريقاً آخر لعيونهم الجميلة.
سجائر تطفئ بعناية فائقة..وصوت موسيقا يأتي من مقهى قريب..وجوه غريبة ﻻأحد يعرفك.هنا...وﻻأنت..
أدخل المقهى..يأتيني النادل بفنجان قهوة وماء بارد..
رائحة القهوة..طعمها..عطر رائحتها..
لكن ﻻشيء يثير اهتمامي..!
-ماذا حدث لي.؟.مشاعر متبلّدة.أفكار تعصف بي..تبعدني تارة..وأخري تقرّبني...
في المدن الكبرى..ﻻينام الناس ..حتى الفجر..
إنه يوم العطلة اﻻسبوعية..تتجدد فيه عواطف ومشاعر..وضحكات جميلة..واطفال يلعبون..بدون لعب..!
هذا الهدوء..هذي الرتابة..مملة ومقيتة..انتزعت منهاأشعة شمس.وضوء قمر.وبريق كواكب..وغيوم تحتضن مبان وساحات..وأشواق بطعم زهر الرمان..
وأنا ﻻشيء يعجبني..!.
-من أنت حتى تكون كما انت..؟.أتذمر من قافية ﻻبي العﻻء المعري.
كم تمنيت ان يكون معي..يكسر عكازه... يستند على كتفي..تغفو أشعاره على ضفة نهر ﻻ اعرف إسماً له..شعر تتزين به قامات فتيات..ومبان وساحات.
-اضع النقود على الطاولة..أسير..أسير الى أين..ﻻاعرف.!
هذا يوم عطلة..أريد ان اطوف بجسدي.في كل اﻻحياء والجسور واﻻنفاق...آخذه برحلة عبر صخب موسيقا..وهدوء كنائس..
-أتعبت يا جسدي ..؟ ﻻعليك البحر ليس بعيداً ..أحمله على ظهري..أمشي..وئيداً كحصانٍ يحمل جثمان..أذينة تدمر...وعرق يتصبب..وحزن زنوبيا..ومحال اطفأت أنوارها..
وبقايا حانات ومقاهٍ ..ترسل قهقهات زبائنها..تحمل مواجع وهموم اعينهم ...وخيباتهم..وزفرات ودخان وقلب حزين..
-أتجوّل بجسدي..إنظر..إنظر..الى هذا العالم المتمدّن...يقول.ﻻشيء فيه يعجبني..!.
أصل البحر..على رصيفه الحجري ألقي جسدي..استمع الى صخب اﻻمواج وصراعها الأبدي مع نفسها..
-إسمع..إسمع..أقول له..اسمع الى نعيق النوارس..تحوم..تداعب الريح اجنحتها..تبحث عن اسماك صغيرة تملأ جوفها..أهدهده..ينظر اليّ..دموع تسيل على خديّه..
أضمه الى صدري..أمسح عن شعره رذاذ الماء....وقافية لأبي البقاء الرندي..عن ثغره الجميل..
يغمغم بصوته الحزين..ﻻشيء يثير اهتمامي..ﻻشيء هنا يعجبني..!
هذه المدينة تخنقني..ﻻحياة فيها وﻻموت ...أريد هواءً أريد حليباً يقطر بفمي من ثدي أمي...
أبكي لأجله..يختلط وجعي بصخب الموج..ورذاذ الماء..وجرح ينزف في القلب...
-أنا مثلك ياصديقي..ﻻشيء هنا يعجبني..
أعود به الى البيت...تعبت..تعبت..قدماي تورّمت من التعب..ألقي به على السرير..لعلّه ينام... لعلّه يرتاح قليﻻ..
أفتح النافذة على مصراعيها ...أتنفّس هواءً نقياً بعمق...أغسل وجهي بماء الحبّ ..وهو يغطّ في ثبات عميق..
أتمدّد على السرير إلى جانب جسدي..أحضنه..استغرق في النوم مثله...أبحث عن حلمٍ..أحبّه هناك..تزيّنه عناقيد عنب..وزيزفون ...وكواكب ونجوم..
وتطيب النفس من جديد ..ويطيب الجسد..هو أمنيتي..وأمل يروق لي..
إنه يعجبني.. إنه يعجبني..!.
بقلمي..
أ.معاد حاج قاسم.
10/8/2025.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق