رجل الظل....!
ما من مشكلة واجهتها في حياتي
إلا عندما إنخرطُّ في ميادين الجماهير . فأنا بصفتي عاشقا للحقيقة لا أحب مخالطة العقول
الرعناء ، العقول المتصلبة التي تتشدد في رأيها ولا تأبه لرأي
الآخرين . سأكون عظيما إذا إتخذت لنفسي عزلة عن الميادين
وذلك لأنني لا أحب طنين الذباب
لقد تعبت من أصوات النشاز التي
لا فائدة بلإستماع لها . ما يؤلمني
إلا من كان قريبا مني يحاول جاهدا أن يُملي عليَّ ما لا أستطيع سماعه فألتزم الصمت كارها دون ردة أي فعل ، فالصمت
أجدر من الكلام من طنين الثرثار.
كنت دائما أقف مُحدقا في المرآة
أتساءل أين هو الإنسان .؟ وهل
ممكن أن يكون في الظل تارة
مختفي وفي الضوء تارة يُحاول
أني يُخفي نفسه كي لا يراه
الثرثارين . ؟ أم أنه مجرد حلم
يحلم به من كان يبحث عن الإنسان المتفوق . ؟ لقد أفنيت
عمري وأنا أبحث عنك أيها الإنسان وأخيرا وجدتك وأدركت
السر الذي طالما بحثت عنه . وها أنا سؤطلعكم عنه إنه يضحك كثيرا ولا يعرف معنى البؤس
إنه الإنسان الذي إختلى بنفسه
كي لا يمسه الجنون فآثر أن يكون بعيدا عن كل هلوسات الأمم الضالة التي لا تعرف سوى
التملك والسيادة ...! يا له من رجل حكيم بنى مملكته وحده
وأصبح ملكا لنفسه لا ينازعه
على مملكته أحد ...! حين ذاك عزّيت قلبي وناجيته أن لا تحزن
فقد هرمت وأصبح خفقانك بطيء لكنك في بعدك هذا ستعود
العيش .. أنت الآن حر في إنفرادك تفكر كيف تشاء وعندما
تنظر أمامك تري من يواسيك من الأشجار والينابيع المتدفقة وتغني لك الطيور لحن الخلود
فما أسعدها من حياة في أجواء
الهدوء والسندس الأخضر يزيد
من لمعان عينيك وتصبح مُطمئنا
على وجودك وتتأكد بعدها انك موجود.....!
سالم المشني..... فلسطين.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق