الثلاثاء، 8 أبريل 2025

لا تسقيني ....بقلم الشاعر أحمد محمد الطيب


 لا تَسقِني ماءَ الرحيل

07 / 04 / 2025


لا تَمنَحوني ظِلَّ جِدارٍ

مِن ذُلِّكم… أنا لا أميلْ

إن جِئتُ جوعانًا فقَلبي

مُتخَمٌ بالصبرِ النبيلْ

إن ضاقَ بي طينُ الحصارِ

أفْترشُ الحُلمَ الجميلْ

وإذا العدوُّ غزا دُروبي

ما كنتُ إلّا السَّيلَ سِيلْ


أُمي إذا نادتْ شهيدًا

قُلنا لَبيكِ… القتيلْ

مَن قال إنّ الموتَ يُخجِلْ؟

بل نحنُ نختارُ الرحيلْ

نمضي كزهرِ اللوزِ فخرًا

فوقَ الجراحِ بلا دليلْ

نَنسى الخُطى… لكنّ فينا

وَجهَ الوطنْ لا يستقيلْ


ما كنتُ يومًا نَسمةً

تَخشى العواصفَ إن تَهبْ

أنا نواةُ الغيثِ صُلبًا

حينَ يُخيفُ الصخرَ صَخبْ

وإذا تهاوى الخَطبُ حولي

قُلتُ: في صدري خَطبْ

لا تنحني الأشجارُ حُزنًا

ما دامَ في جذعِها حَطبْ


أنا الذي إنْ مسَّني

قَيْدٌ، جعلتُ القيدَ عارْ

وغَرزتُ في لحمِ القيودِ

أمنياتي والانتصارْ

أُنشِدُ غزّةَ كلَّ صبحٍ

واسمُها عطرٌ ونارْ

وإذا الدموعُ جرتْ بطينٍ

صارتِ الأرضُ نهارْ


يا أيُّها الوطنُ الذي

يسكُنُ خطوتَنا ودَمْ

نحيا لنبني في المدى

أملًا يزيحُ عنّا السُقُمْ

لو شَحَّ زادُ الليلِ، يكفينا

بريقُكَ يا عَلمْ

فوقَ الكواكبِ رايةٌ

نَسَجتْ من الأرواحِ قَسَمْ


لنا البنادقُ إن دعَتْ

لنا السواعدُ والسُطورْ

ما عادَ يحكينا السكوتُ

ولا تُرَبِّينا القبورْ

يا قُبلةَ التاريخِ صوني

جُرحَكِ العالي الطهورْ

فالغاصبونَ وإن تجبّروا

سَيذوبُ حولهم الغرورْ


وسَمعتُ في قلبي نداءً

كأنهُ من سِفرِ نُورْ

"قُم، لا تُساومْ، لا تَخفْ،

فالموتُ فيكَ هو الحُبورْ"

ما دامَ فيكَ الحقُّ حيًّا

فاجعلْ من الأملِ دُثورْ

وإذا جُرحتَ، فقُلْ: أنا

من جُرحِ أمتي سُرورْ


يا موطني، يا صخرةً

تحتَ الظلامِ تُضيءُ نارْ

سأظلُّ أكتُبُ في دمي

أن لا خُضوعَ، ولا انكسارْ

من مِئذَنةِ الأيامِ أعلو

أنشُرُ التكبيرَ جهارْ

فأنا ابنُ هذا الحُلمِ

حتى لو يُطويني الغُبارْ


---

هذه القصيدة ليست سوى نُبذة من روح لا تنكسر، كتبتها لا لأجل الكلمات، بل لأجل الذين ينهضون كلّما حاول التاريخ أن يطويهم.

إنها صرخة ولاءٍ، لا تُقال من فوق المنابر، بل تنبض في كلّ من يرفض أن يُرَكَّع.


أحمد محمد الطيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علميني أن لا ....بقلم الشاعر كارم الطير

 علميني ان لا،،،،،، إشتقت اليك فعلميني ان لا اشتاق  وحنيني اليك ينطق  باني  اهواك ان العالم من حولي انت لن انساك كيف اقتلعك  من  وسط الاشواك...