الخميس، 17 أبريل 2025

لا نحتاج لحبر و لا لورق ...بقلم الكاتب مصطفى حدادي

 لا نحتاج لحبر ولا لورق...

لقد كانت أرواحا تائهة، و كان انتماءا غير مكتمل، كنا نجيد الخسارة، نكسر الأبواب و نحتفظ بالمفاتيح، منتهى الشقاء كنا نحترفه، و نعلم أن ربحنا الوحيد هو الحزن و الأسى، لذا لن نخبركم بهذا، لقد قيل عنا: إنهم أناس سيئون جدا.

عجيب أن تقطع مخالب الثعلب و تكون الراعي ، فتنام و لا تحرس الغنم، فما عادت الكلاب وفية كما في العهد السالف، لا تعدد خسائرك فحثما أنت الرابح ، مشاعر لا تنسى ، تتلخص أننا كنا نحب و نشعر أننا لا زلنا نحب.

لا تبتسموا بتلك الإبتسامة الكاذبة المزيفة ، فأنتم الوعد الكاذب ، و الحلم المبعثر، و أعمارنا كانت قرابين، كنا نصرخ نتألم و نعاني، كلها فصولا مرت و توالت علينا، وكان صمتنا هو آخرها، فخارج كل جدار كنا نقيم في ساحة الوعي، و كنا نحن المجانين ، نخوض تلك الحرب كي نعبر إلى الأمل من الألم، ترى أهو مجرد وهم تراكم علينا ، من قسوة ما مر بنا حتى وصلنا إلى الهاوية؟! 

متى ! سوف نعود كما كنا؟! 

فلا تنتظروا منا السقوط فنحن بخير

نتجاهل الحقيقة، نتمسك بالسراب، نخدع أنفسنا و قد اخترنا الرحيل، فيبقى مكبر الصوت يخبرنا بأننا كنا غرباء منذ البداية، نحن دوما رهائن الماضي و الحاضر، و نسائل كل الجروح لما ظهرت فجأة! 

أين عناوينا، أين تلك الصفحات التي كتبت عنا؟ مجرد أوهام لذكريات ، مجرد لحظة من اللحظات النادرة، في زمن مضى و فات، كم كنا مصابيح خافتة في دروب الظلام، تراقصت حولنا يراعات الليل ، فكيف يا ترى الآن ستلتقي أجنحة النور و الرقص ؟! لقاء عابر و حضن كأحجية لم نقدر على فك لغزها حتى الآن.

باتت عودتنا طريفة و طويلة، رحلة تقمصنا فيها كل الأدوار، لم نشبه أشباهنا و لا أنفسنا، صراع كلما نلامسه ،تتقيض حريتنا، و نسجن أنفسنا بنفس الأحاسيس، نتجاهل الحقيقة و نرهق أجسادنا، تحترق عواطفنا، لقد مات شغفنا منذ البداية ، كسرت عظامنا ، وداك الركن الصغير بعقلنا ترفض به ألسنتنا البوح ، كل الألسنة أرهبتنا بكثرة الأسئلة ، التي لا زلنا لم نجيب عليها، صراع يسكننا ، فنختصر مشاعرنا بطول السهر و السمر ، ونهرب من لحظات البقاء، على قيد الحياة ، غاب عنا الدفئ و الحضن، و ما كنا نظن أنه هو السراب الذي تمسكنا به، ثم ننعطف و نختار الرحيل.

كلنا سيئون في حق أنفسننا، هي خطيئة نرتكبها نتزين بها خلف الخيال، أستحضر هنا تلك الجملة الشهيرة التي كتبها دوستويفسكي في رواية الأبله( نحن في هذا المضمار هو ) :{ لم يكن مجنونا ، لكنه كان إنسان يتألم ألما رهيبا}.

بصيغة الفرد، اعتبرت الصفاء ضعفي و معاناتي، فكانت الضريبة الوحيدة التي سددتها هي أنني كنت أضحك كثيرا على أتفه الأسباب، وكانوا لا يعلمون أنني كنت حينها أكثر وجعا، أدركت أنني حرف تائه، نبض ضال، و فراغ ممتلئ

كم هو غريب، قالوا عني

كنت زائرا لفردوس مفقود، فوصفوني بالرديلة، ونعتوني على مقاس الرواية بالأبله، أقر و اعترف ، أنا من أخطأت الحساب، حين كنت أظن أنك وحدك كل الجميع، ففي ثنايا روحي خراب و حطامك الأزلي، وتلك النظرة القاتلة بعين دابلة، تبحث عن النجاة، أخدع نفسي بسرد قصص الآخرين ، و أدون خيبتي فصلا في قلبي على أنه ملاذ ، فكم أنا بارع في الكذب ، اطمئني لن ابحث عنك، و أدرك تماما أنها رسالة لم تصلك بعد، فالليالي البيضاء أتعبت قلبي دون رحمة، حتى اعتدت الظلام و العتمة، خسارتي قلبي ، لا أحتاج اليوم لا لحبر و لا لورق، كنت البداية و النهاية.

بقلمي أبو سلمى 

مصطفى حدادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

علميني أن لا ....بقلم الشاعر كارم الطير

 علميني ان لا،،،،،، إشتقت اليك فعلميني ان لا اشتاق  وحنيني اليك ينطق  باني  اهواك ان العالم من حولي انت لن انساك كيف اقتلعك  من  وسط الاشواك...