لن يثنيك المكان ..
============.
لن يثنيك المكان ..
انت ابن التاريخ المتوهج ..
برسومات على الجدران ..
تحدّق بالكأس الفارغ ..حدود الذكريات ..
تتأمل كثيراً ..
شبابيك العمر ..
وبوّابات النسيان ..
تملأ الكأس ثانية ..عصير برتقال ..
وآخر عصير الرّمان ..
تشعل سيجارة تبغ ..
تنظر من خلف نافذة المقهى ..
تنظر إلى نفس المكان ..
هذا مكانك في المقهى ..
وهذي طاولتك ..وكأسك .
أما سئمت ..
عشر سنوات ..وأنت على هذا الحال ..
أأدمنت القهر ..
دمعتك قد تحجرت بين جفنيك ..
تجفّفها بكمّ قميصك الأسود ..
أما سئمت ..تسأل نفسك ..
حين كنت تائهاّ في شوارع روما ..
في الشتاء تمشي في أزقتها القديمة ..
تستمتع بقطرات المطر ..
حدّ الهذيان ..
أتراك ياقمري نادماً ..
هنا يافا ..هنا حيفا ..
هناك بيّارة برتقال جدك ..
وهذا مقام والدك ..
محتلّاً .. مغتصباً ..
وراء القضبان ..
لن يثنيك أحد .. عن هذا المكان ..
عشر سنوات ياقمري ..
تملأ كأسك الفارغ ..
وأنت كما انت ..ظمآن ..
تناديك أمك ..
بوقفتها كما النخيل .. كما زيتونة دارك ..
في آخر زاوية من سور بيتك الطيني ..
حكايات تلتهمها النيران ..
لن يغريك .. الورد الابيض ولا الاصفر ..
ولا الورق الاخضر ..
لن يغريك الورد .. بكل الألوان ..
هذه السماء لنا ..
وهذي الارض ..وتلك الساقية المملوءة
بالقهر الازرق ..كما ماء الشاطئ اللازوردي ..
في سكون الليل ..
وانت متمددٌ على كرسيك ..
في نفس المقهى ..
يتعبك المقال الأخير ..من جريدتك ..
في صباح هذا اليوم ..
قُتل عدنان ..
عند المنعطف الاخير ..قتلته قبيلته ..
قيل : الفاعل من بني غطفان ..
وقيل ..وقيل ..
كلمات كثيرة ..ليس لها عنوان ..
وانت تنظر إلى بيارة جدك ..
البرتقال والليمون ..
على الأغصان . بين الأوراق ..
عصفوران يتأرجحان ..
يناديك قلبك ..الممتلئ ..بآهات قرنٍ ماضٍ ..
وبضعة اجيال ..من هذا الزمان ..!
تصرخ ..بكل الأصوات ..
بكل الكلمات ..تصرخ ..
بكل قوّتك ..كما لو كنت غضبان ..
انهض ياولدي ..
ابحث عن مكانك على ذرى الجبال ..
وامتطِ البلقاء ..
وهاجم ..
واستعد كل ماتطوله يدك ..
هذه المراكب مُشرعة لك ..
فيها بصمة فينيقية ..
ونوتيٌ حاذقٌ من بني كنعان ..!.
لن يثنيك أحدٌ ..
فأنت من يحرس الأرض ..
وأنت شجر البيلسان ..
وأنت ..الأقحوان بزهوته ..
وأنت الحرّ ..ابن الحرّ ..
وأنت ابن السنابل .
ورائحة الزعفران ..
بقلمي.
معاد حاج قاسم.
فئة النثر.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق