الثلاثاء، 1 أبريل 2025

عيد مغتصب ...بقلم الشاعرة منار سلام

 عيدٌ مغتصَب... بين دمعةِ الأسوارةِ ورمادِ المساجد


أيُّ عيدٍ هذا الذي يمرُّ مثقلًا بالحزنِ، يتعثّرُ بين الدّموعِ والأنقاض؟ أيُّ فرحةٍ تلك التي نحاولُ أن نتزيَّنَ بها، وقلبُ غزَّةَ ينزفُ مجازرَ مع كلِّ فجر وحين؟ نتصنّعُ الفرحَ مجاراةً للعالم، لكنَّ أعينَنا لا تعكسُ سوى رماد الحزنِ المتراكمِ في القلب.


لولا أن العيدَ شعيرةٌ من شعائرِ اللهِ المعظَّمة، لما احتفينا به وغزةُ تنزفُ كلَّ وقتٍ وحين.


في صباحِ العيد، هناكَ في غزة، نامت طفلةٌ بيديها أسوارةٌ جديدة، تحتضنُ فرحتَها الصغيرةَ، لكنها لم تستيقظ... سبقها القصفُ إلى صباحِها، فجاءَ العيدُ بلاها، ولم تبقَ سوى يدٌ صغيرةٌ ممتدَّةٌ من تحتِ الغطاء، وسوارٌ يقطرُ دمًا.


وفي ذاتِ الصباح، رجالٌ وشبابٌ وأطفالٌ خرجوا ليؤدُّوا صلاةَ العيد، لكنَّ المساجدَ صارت ركامًا. وقفوا بين الأنقاضِ بقلوبٍ ما زالت عامرةً بالإيمان، يشهدونَ أن التكبيرَ باقٍ و سيبقى ، وإن تهاوت المآذن.


أمَّا الأطفال... فقد رحلوا حفاةً قبل أن يفرحوا بهداياهم، وبقيت الأحذيةُ دون أصحابِها، صارت الهدايا يتيمةً تبحثُ عن أيادٍ لن تعود.


العيدُ الحقيقيُّ ليس في زينةٍ تُعلَّقُ ولا في تهانٍ تُلقى، بل في يومٍ تُغسَلُ فيه جراحُ غزّةَ بالحرّيّة. حتّى ذلكَ الحين، سيظلُّ الحزنُ مقيمًا في ضلوعِنا، وصدىً لأوجاعِ وطنٍ يُصلَبُ كلَّ يوم.



نحن التُّعساء _دونَكم_ في الأرض، وأنتم الأسيادُ شهداءَ غزةَ العزّة، يحتفلُ بكم الرحمنُ ويهديكم عيدكم في الرّضوان، طابت لكم الجِنان بما صبرتم، فهنيئًا لكم.


ياربّ... هذا الكيانُ المتغوِّلُ السّفاح المتعطّش دوماً للدّم والنّار،  وأعوانُه قد سلبوا مِنَّا فرحةَ العيد.. فانتقمْ منهم بقدرتِك، وأرِنا فيهم بأسَك الذي لا يُردّ، فقد طغَوا وأفسدوا في الأرض أيّما فساد ولا يخفى عليك أمرهم _سبحانك_، ولا قادرَ عليهم إلاّ أنتَ ، يا جبّار السّماواتِ والأرض.

منار سلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

و تأتأ دمع كلم .....بقلم الشاعر خليل شحادة

 .. وتأتأ دمعَ كلم هو القدر أتى من مخاض عتمة رحم الليل  صرخة وجع  ولد فجر شمس قبس نور من أمل .. تنهد الصبر وتأتأ الريح دمع كلم وآه الحرف اكت...