في غيابك...
كأنني محضُ وهمٍ في حضورك،
أسبح في أزليِّ النورِ حتى أغيبَ عني،
أذرعُ المسافاتِ بين نبضي وذكراكَ،
فلا أدري... أأنا السائرُ فيكَ،
أم أنتَ الطريق؟
لو أنّني انطفأتُ في جمرِكَ،
فهل يولَدُ النورُ من رمادي؟
أم أنني حين أذوبُ تمامًا،
أراكَ… وأكون؟
وحين أبحثُ عنكَ في وجهي،
أجدني مرآةً لم تُصقلْ بعد،
تُشبهُكَ… ولا تُريك!
فخذني حيث لا أثرَ لي،
حيث يكتملُ الفقدُ بالعِشق،
وحيث لا أحتاجُ لأن أكون،
لأشهدَ أنّكَ كلُّ شيء.
يا سرَّ الخفاءِ الظاهرِ فيّ،
ويا مَن بهِ تتجلّى العيونُ،
أتوهُ إذا شئتُ إدراكَ ذاتي،
وأبصرُ فيكَ... فأُستَهْدَى وأفنى!
تحجّبَ وجهي عنّي،
فلا ظلَّ لي إلا ظلُّكَ،
ولا صوتَ لي إلا صَمتُكَ،
ولا أنا... إلا بك!
⸻✧✦✧⸻
أحمد محمد الطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق