حين ارتطموا بالكلمة
تقدّموا... كان الليلُ ممتلئًا بالوشايةِ،
وكانوا جنودَ التلاشي.
قال كبيرُهم:
"اقبضوا على صوتهِ،
فالصوتُ سيفٌ إذا اشتدَّ حدّهُ!"
وكنتُ هناك،
أجمعُ أنفاسي من زوايا المساءِ،
ألملمُ وجهي الممزّقَ بين أيديهم،
وأبحثُ عن ظلٍّ
يفرُّ من العتمةِ المستبدّةِ.
قالوا: "اصمتْ!"
فقلتُ: "وكيف للصمتِ أن يتكسّر؟"
قالوا: "اخضعْ!"
فقلتُ: "وهل للظلالِ انحناء؟"
قالوا: "متْ!"
فقلتُ: "ألم أمتْ قبل هذا المساء؟"
فرفعوا سيوفَ الكلامِ،
ومزّقوا صمتيَ النابتَ في خاصرتي،
وقالوا: "لن يبقى لكَ اسمٌ،
لن يبقى لكَ وطنٌ،
ولن تُسمعَ حتى في الموتِ!"
فقلتُ:
"إن صادرتمُ صوتي،
فإني أنا الأرضُ..
تحملُ خطوي وإن سُرقتْ قدمايْ،
وأني أنا الريحُ..
تُدوي وإن أُحرقتْ حنجرتي،
وأني أنا البحرُ..
فسقطوا...
كأنّ الطغاةَ هشيمٌ إذا ما ارتطمتْ بهِ كلمةْ!
أحمد محمد الطيب
العراق
16أذار
2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق