♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠
♠ ♠ ♠ "وعندما" "ولا تنسوا الفضل بينكم" ♠ ♠ ♠
♠ ♠ لما كانت الحياة مدرسة فالإنسان إذا قال وفعل خيراً خرج سالماً منها، والذكي هو ذلك الحريص على ترك الخير منه في نفوس الأخرين من حوله، وهذا هو محور قصتنا، ففي يوم من الأيام سمع أهل أحد البيوت صراخ يأتي من بيت الجيران، فقد مات الأب وترك الأم وثلاثة أبناء، وليس للرجل من أهل إلا أخ مسافر ويدرس ويعمل في أحد البلاد الغربية، فما كان من الجار أن عمل كل شيء رغم أنه طالب وغير ميسور الحال، وباع بعض ما في بيته ليسدد تكاليف ما قام به من مساعدة الجارة وأولادها، وطلبت منه جارته أن يبحث لها عن عمل حتى تدير أمورها، وفعلاً إستطاع بفضل قريب له أن يوفر لها عملاُ، وتولى هو شأن الأولاد عند ذهابها للعمل، مضى عام ثم عاد أخ الزوج الذي كان يعمل ويدرس في الخارج، وكان قد جمع الكثير من المال، فأخذ زوجة أخاه والأبناء للعيش معه وأخبرته زوجة أخيه بنبل وشهامة جارها معها، وقالت له لولا أن بعثه الله لمساعدتي ما كنت أقدر على تربية الأبناء، وتمر السنوات ويتخرج الجار من الجامعة، ويبدأ رحلة البحث عن عمل ويظل عام يبحث حتى قرأ في الجريدة اليومية أن شركة تطلب تخصصه، فأسرع إليها ومعه شهاداته وتحدد له يوم المقابلة مع المدير، ولما دخل عليه أجلسه المدير وتلطف معه فتعجب من هذه المعاملة المحترمه، وفجأة قال له المدير هل عرفتني فقال له، يشرفني معرفتك ولكن لا أظن أننا تقابلنا، وبعد مناقشته في بعض أمور العمل، إنتهت المقابلة على أنه سيتم الإتصال به، وبعد أسبوع جاء له
إخطار من الشركة أنه تم إختياره للوظيفة المعلن عنها، وفي أول يوم له في الشركة وبعد أن قدم كل أوراقه لشئون العاملين بالشركة، طلب المدير مقابلته، وأستقبله بالترحاب وأعاد عليه السؤال هل تتذكرني، فكان نفس جوابه يشرفني معرفتك ولكني لا أتذكر أننا تقابلنا، فقال له المدير أنا أخو جارك الذي أديت لأهله في يوم من الأيام خدمات ومعروف، ونسيته واليوم يرد لك فضل معروفك، فأنت من اليوم معي في هذه الشركة زميلاً، وأرجو أن تجتهد حتى تصبح معي شريكاً في هذه الشركة، وتذكر دائماُ أن جزاء المعروف معروفاً.
♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق