الجمعة، 1 نوفمبر 2024

و من أجل....بقلم الكاتب د.محمد موسى

 ♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠


♠ ♠ ♠ومنِ أجلِ عيناكِ عشقتُ الهوىَ♠ ♠ ♠


♠ ♠  كان الطالب المجتهد والجاد في الجامعة في إنجلترا، عندما كان يدرس للحصول على درجة الماجستير، وأستمر الحال كذلك حتى حصل على الماجستير بتفوق، مما جعل الجامعة في إنجلترا تطلب منه البقاء لتحضير الدكتوراه، على أن تتحمل الجامعة جميع التكاليف، إلى جانب أن تجعل له مصروفاً اسبوعياً، ويعمل بها معيداً فشكر الجامعة لإرتباطه بالجامعة في أمريكا لدراسة الدكتوراه، والحقيقة إلى جانب ما قاله ، كانت رغبته في ترك إنجلترا بعد ما حدث له، وفقدهِ للحب الوحيد في حياته، ولكن كيف كان هذا الحب، عرفها بعد أشهرٍ قليلة من حضورهِ إلى إنجلترا للتحضير لدرجة الماجستير، وهي مصرية تعيش في لندن منذ سبعة عشر عاماً، عندما جاءت إليها مع والدها الذي إمتلك شركة في إنجلترا، وظلت تدرس في لندن حتى تخرجت من جامعة لندن، وبعد أن فقدت أبوها بالوفاة، قامت هي بإدارة الشركة، وكانت ناجحة جداً حتى إستطاعت أن تتوسع بالشركة وزادت ثراء، ومعرفته هو بها كانت في (مطعم) ريستوران، كان يتناول دائماً العشاء فيه، عندما يأتي إلى لندن حيث أن الجامعة التي كان يدرس فيها في مقاطعة ويلز، والمملكة المتحدة (UK)، تتكون من خمسة مقاطعات، هي إنجلترا وويلز وإسكتلندا وإيرلندا الشمالية وإيرلندا الجنوبية، وأختار هذا الريستوران لوجوده على بحيرة جميلة تسمى (سربنتين) في مواجهة الأوتيل الذي كان ينزل فيه دائماً، (هذا الفندق كان ينزل فيه المطرب المصري المرحوم بإذن الله عبد الحليم حافظ، عندما كان يأتي إلى  لندن للعلاج برعاية المغفور له بإذن الله الملك الحسن الثاني ملك المغرب )، وذلك لأن من بين العاملين في هذا الريستوران مصري ولبناني ومغربي، فكان يأنس بالحديث معهم بالعربية في الغربه، وفي يوم من الأيام دخل الريستوران، وعندما نادى على محمد وجاءه مسرعاً سلم عليه وطلب منه العشاء كعادته، هنا شعر بيد على كتيفيه فنظر خلفه فإذا به يرى بنتاً مثل الملائكة شديدة الجمال، ولها شعر يقترب من الأرض، وعيونها خضراء أو زرقاء أو رومادية، فتكاد الألوان أن تتداخل من جمالها، قالت له بلهجة مصرية أنت مصري، فقال بفرحة نعم وطلب منها أن تجلس ففعلت، وبعد العشاء خرجا ولم تركب سيارتها ولم يذهب هو إلى الفندق المقابل للريستوران، بل سار معاً في شوارع لندن في جو مبهج ويتساقط السنو على معاطفهِما فتزداد البهجة ، (والذي لم يعيش شتاء لندن فاته الكثير من المتعة)، ومن هذا اليوم لم يفترقا طوال مدة تقترب من سنواته الأربعة التي قضاها في لندن، وأيضاً من هذا اليوم نبتت زهرة حب في قلبه وقلبها، فظلا معاً لا يفترقان متى كان هو في لندن، حيث كان نظامه في صباح الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس يكون في ويلز حيث الجامعة، وفي ليلة الخميس يسافر الي لندن ليبقى ليالي الخميس والجمعة والسبت والأحد حتى يسافر صباح الإثنين مبكراً لويلز ، وهي في لندن تفرش له الأرض نوراً، حتى يرى الطريق ويتقدم هو، وتعطيه من الحب ما لا تكفي كتابته صفحات وصفحات، وتقول له تفوقك وحصولك على الماجستير هو هديتك لي، ولما إنتهى من دراستهِ، كانت هذه علامة النهاية في القصة، فقد إنتقلت الي ربٍ كريم في حادث سيارة، يوم حضورها إلى ويلز، لتحضر معه جني ثمار سنوات من الجد، وقبل أن يتزوجا بأيام كما كانا قد خططا، وكأن الله سبحانه وتعالى بفضله جعلها في طريقة حتى يجتهد ويبهر من حوله، ويمضي هو كما مضت هي ، فهي مضت إلى رحمن رحيم، وهو عاد من حيث أتى محملاً برسالة الماجستير، وكذلك بكل ما في الدنيا من أحزان ، وأصبح هذا الحب خالداً في حياته، والحمد لله رب العالمين.


♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تحليل قصيدة رقم الفؤاد بقلم الشاعرة عزة أحمد

 .هاهي قصيدة اليوم  رَقّ    الفؤادُ   وراحَ   الدّمعُ  ينهمرُ...  وَجْدًا    بشعرٍ   لدين   الله   يَنتصرُ أمطارُ نظمٍ من الإخوان قد نزلتْ ....