الثلاثاء، 1 أكتوبر 2024

نصائح أب ....بقلم الكاتب د.محمد موسى

 "من مذكرات أستاذ جامعي "


"نصائح أب لإبنه ليلة زواجه"


                في مجتمعاتنا العربية تعارف الجميع على أن الأم تقدم لإبنتها بعض النصائح ليلة عُرسها، ولكن لم يتعارف مجتمعنا على أن يقدم الأب لإبنه النصائح ليلة عُرسه أيضاً، ويترك كل خبرة الإبن لمعلومات من أصدقاء في مثل سنه، وعادة هم أيضاً في حاجة إلى الصحيح من الخبرة، لذلك يوم عُرس إبني كان لي معه جِلسة، قلت له فيها ما يضمن نجاح حياته التي سوف يدخلها دون سابق خبرة، فقلت له بألفاظ بعيدة عن الإسفاف، ما يجب أن يفعله الإنسان السوي يوم زفافه على عروسه، فقلت له يا بني لابد أن تدرك أنك نشأت في بيتٍ وأسرة بقيم معينة، ولابد أن تعكسها في بيتك مع أسرتك الجديدة، وإذا لم تفعل كنت مقصراً في حق أبٍ وأم فعلا كل شيء حتى يقدمان نموذج لشاب قد تربى وتعلم، 

وكذلك زوجتك تربت في بيت وفي أسرة غير بيتك وغير أسرتك، ومن الطبيعي أن يحدث بينكما في بداية الأمر إختلاف في وجهات النظر للأشياء، وهذا الإختلاف نتيجة إختلاف التربية، فلا تتزمر ولا تنظر إلى هذا على أنه لم يحدث لغيرك من قبل، يا بني سوف تخرج من بيت إلى بيت، البيت الأول كانت كل حاجاتك فيه متوفر، والبيت الذي ستدخله أنت مسئول عنه وعن توفير كل حاجاته، يا بني التي هي في بيتك أمانه إستأمنك عليها الله فلا تضيع أمانتك، يا بني أصبحت من الأن الأقرب لها من أبيها وأخوها وبكلمة الله إستحللت عرضها فحافظ عليها وأشكر ربك لفضله، 

يا بني عندما تقترب من أمانتك تذكر أن يدك ستقترب مما لم يسبق ليد غير يدها قد إقتربت منه، فتعامل برفق وبرحمه وبهدوء حتى تطمئن لك َولا تخاف منكَ، فهي كطفله تتناول الطعام لأول مرة فلا تجعلها تكره طعامك، يا بني لن يطلع على حياتك معها غير ربك سبحانه وتعالى فلا تجعله يراك في غير رضاه، يا بني أحسن لها في العطاء وقدمها وأولادك على نفسك لتشعرها أنك من بيت كريم وتدعو بالخير لمن رباكَ، يا بني كما رأيتني مع أمك دائماً أحترمها وأجلها فأفعل معها فعلي، يا بني هي الأن الأقرب لك مني ومن أمك وأنت الأقرب لها من أبيها ومن أمها فلا تفشي عند أحد لها سراً ولا تنقل عنها لأحد قولاً إلا خيراً، والبيت حقيبة أسرار وما يحدث في غرفة نومك هو سر الأسرار، يا بني عندما تدخل بيتك إدخله بالحمد بعد بسم الله الرحمن الرحيم، وصلي معها لله شكراً على فضله وتفضله، وأعلم أنك بكلمة الله ستقترب منها قرباً لم تتعود عليه من أحدٍ قبلك، وأعلم أن الإنطباعات الأولى لا تنسى فتعامل معها برفق حتى تُرغبها في القرب منكَ بحب، يا بني وفقك الله لرضاه وملىء بيتك بالخير والبركه، وبارك الله لكَ فيها وبارك الله لها فيك وبارك لكَ في من يأتي منها، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين .


♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تحليل قصيدة رقم الفؤاد بقلم الشاعرة عزة أحمد

 .هاهي قصيدة اليوم  رَقّ    الفؤادُ   وراحَ   الدّمعُ  ينهمرُ...  وَجْدًا    بشعرٍ   لدين   الله   يَنتصرُ أمطارُ نظمٍ من الإخوان قد نزلتْ ....