جرح الشهباء
في صباح كل يوم ومع همسات الفجر الأولى وصياح الديك ودبيب حركات المارة في الشوارع تتسلل بخجل بين حارات المدينة القديمة يتحرك صاحب التجاعيد وقد تحول لقصة وعلى وجهه يروي سنين عمره ما مر بحلب لكنها لم تصل من عزيمته وكان يرتاد المقاهي والمراكز الثقافية التي يراها متنفسا لمواهبه فهو يكتب النثر والخواطر ويستعد ليوم جديد يستعد للعمل ويجهز زودته وقوت يومه ويتصل بأصدقائه ويذهب لرؤية أخوته وأقاربه يحاول بخربشاته أن ينزف بجرح المدينة مستطردا..
شهباء من ها هنا تسللوا وعلى أنغام الروك والسامبا وصلوا. ليقرعوا أجراس الشرق، لينزعوا خاتم سليمان وبراءة يوسف ونجاة يونس ونوح. ورنين موسيقا السماء، يبحثون بين جدارية القلعة عن الأضداد بين المسلم والمسيحي. والعلاقة بين الطالب والمطلوب، والنذير المتفشي تحت دفاترهم. أتساءل عن التعويض ومدينتي تصرخ لا عزاء رفقا بالأصغربن، ينادي آدم من سرق التفاحة من فم حواء. وهبط للأرض يسعى راجيا الخالق. كيف اكحل عيني بابنائي والمصاب كبير. يا أبا أحمد خذني إلى شارع باب الحديد والفرج هل سنقطع مئات الكيلومترات لنصل إلى الأحياءالشرقية هل تعلم يا أخي يوسف قصة المعبر والمعاناة لنصل لرؤية أهلنا في المناطق الغربية والقذائف تنهال لتدمر البيوت وتحصد الضحايا.إذا الصبر ضاق وانكسر، تلهث وراء لقمة عصرية. أشكو أحبتي المنتظرين عند بوابة قاسيون وينابيع الفيجة والعاصي والفرات والنيل ودجلة ليرووا ظمأ الملايين للخلاص والنجاة . تسألني عشتار أين مكانة الشهباء بين عشاقها وشهرزاد عن حكاية جدتي وقنديل أم هاشم وعيسى ابن هشام. عن هبوط الخط البياني بعد أن وضعوا محورا للتغيير. من ها هنا مدينة سيف الدولة وطريق الحرير يعرفها تكتب أبجدية العالم لتتذكر
لو ألف المجد سفرا عن مفاخره
لراح يكتب في عنوانه حلبا
أحمد محمد علي بالو سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق