الجمعة، 31 مايو 2024

كوابيس هذا الزمان ....بقلم الأديب د.محمد موسى

 ♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠♠


♠ ♠ ♠كوابيس هذا الزمان♠ ♠ ♠


    ♠♠ تزوجت منذ عشر سنوات في قطاع غزة ولم تنجب ، وجربت خلال السنوات العشرة كل الوصفات للإنجاب ، ولم تأتي بنتيجة ، وقبل أن يقرر الزوج بالزواج بأخرى حسب الإعتقاد الخطأ أن المرأة هي المسئولة عن نوع المولود ، فقد أشار الطبيب لهما بالذهاب إلى مصر وعمل حقن مجهري ، وبعد محولات ليست بالقليلة لتدبر مصاريف السفر والإقامة في القاهرة ومصاريف العملية ، تم الرحيل إلى القاهرة وتم عمل الحقن المجهري في مصر بنجاح ، وتم تخصيب ثلاث بيضات للزوجة وتم زراعتهم في الرحم ، وبارك الله لها وتم الحمل في ثلاث بنتان وذكور ، ظلت تحت الرعاية الطبية في مصر حتى أنجبت الثلاثة ، الذين كانوا يحملون جمال الأم ، وبعد أن تعافت الأم زودت بألبان للصغار يكفي شهران ، فالأم لم ينزل بصدرها لهم طعام يكفي الثلاثة ، وعادوا إلى قطاع غزة يوم ٦ اكتوبر ، ولكن في ٧ اكتوبر حدث الطوفان ، وفي ٩ أكتوبر خافت عن المواليد الصغار ، فهربت بهم من مخيم جباليا في الشمال ثم إلى أهل زوجها في رفح في الجنوب ، وفجاءة إستيقظت على كابوس أن اللبن الذي أحضرته من مصر للأبناء الثلاثة قد نفذ بعد أقل من شهرين ، خرجت تجري في كل إتجاه رغم شدة القصف من المسيرات والطائرات ، بحثاً عن مصدر تشتري منه للأطفال الذين وضعتهم بعد عناء لبن فلم تجد ، سألت كل من حولها عن لبن للأطفال فلم تجد ، فرجعت إلى أطفالها تعصر لهم صدرها ولا شيء ينزل منها ، وأمام عيناها مات أطفالها الثلاثة واحد تلو الأخر ، فوقعت على الأرض مغشياً عليها ولما أفاقت ذهب عقلها ، فظلت تعطي للجثامين الصغار ثديها. 


♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الجزء الثاني من تأملات ...بقلم الكاتب سمير حموده

 الجزء الثانى من ...~~~( تأملات وجدانيه ) ~~~ الاعماق هى بئر الحقيقه.. والاسطح مجرد ومضات بريقه لكنها... لاتشى بشئ مهم .. وحساباتها دوما ليس...