آخر الكلام ...
"الإيمان والعقل من الروضة إلى الجامعه"
عندما يتعقل الإنسان الذي شرفه الله بالعقل ، سوف ينظر إلى كل ملل الدين بالاحترام ، حيث سيجد نفسه وعلى أي ملة كان ، أنه عبداً لربٍ حكيم ، فعندما خلق الله آدم وزوجته ، ووسوس الشيطان لهما ، ونسي آدم تحذير ربه لأنه خلق إنسان وسمي الإنسان إنسان من كثرة النسيان ، أُنزل إلى الأرض التي خُلق لها ، بالوحدانية التي سجدت له الملائكة بأمر الواحد ، عاش وأنجب هابيل وقابيل ، وقتل قابيل هابيل ، وفي القرآن الكريم
يقول تعالى بما معناه: مِنْ أَجْلِ قتل ابن آدم أخاه ظلما وعدوانا كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أي شرعنا لهم وأعلمناهم أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ، كأن هذا الحرام إمتد من آدم حتى شُرع في التوراة ، وكذلك اللواط لم يظهر إلا في قوم لوط أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا أي ما سبقكم بفعل هذه الفاحشة أحد من العالمين ، أي من آدم إلى عصر إبراهيم ولوط لم يعرف الإنسان هذه الفاحشة ، وكذلك شعيباً يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة الشعراء على لسان سيدنا شعيب ، عليه وعلى كل أنبياء الله أفضل الصلاة والسلام ، "وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِى الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" فسيدنا شعيب جاء فى قوم كانت أبرز ذنوبهم الغش فى الميزان ، فإن كانوا هم من يشترى أخذوا حقهم كاملا وزادوا فيه ، وإن كانوا هم من يبيعون غشوا فى الموازين وأكلوا حق الناس ، وكذلك كل الفواحش جاءت متراكمة مع التطور الإنساني ، وبالتشبيه الحديث كأن الإنسان من عهد سيدنا آدم حتى عهد سيدنا نوح كان في Kg1 ، ثم من عهد سيدنا نوح بداية عهد القيم إنتقل إلى Kg2 ، ثم ظلت تتراكم علية القيم من الرسالات السماوية والأنبياء والرسل حتى نضج وتخرج من الجامعة برسالة سيدنا محمد ﷺ وبهذا التراكم للقيم أصبح الإنسان بعد رسالة محمد ﷺ لا حاجة له لرسل وأنبياء "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً" ، وهو دين التوحيد من آدم وأطلق عليه أبو الأنبياء إبراهيم "الإسلام" لذلك يمكن القول ، أن القيم الإنسانية قيم تراكمية ، تطورت بتطور وجود سنوات الإنسان على الأرض ، والشرائع أي الملل مرت بزمان فتطورت مع إرسال كل نبي وكل رسول ، حتى ما جاء بالصحف والمزامير تطور بالتوارة الذي أنزل على موسى عليه السلام ، وتطور ما جاء في التوراة بالإنجيل الذي أنزل علي المسيح بن مريم عليه السلام ، وأنزل القرآن الكريم ليجمع كل ما سبق ويأتي بالتطور الأخير وكأنه هو الشهادة الجامعية النهائية التي حصل عليها طالب Kg1 في بداية الخلق ، وكل من الشرائع " شريعة موسى التوراة وشريعة عيسى الإنجيل وشريعة محمد القرآن عليهم منا الصلاة والسلام ، جاءت بشعائر إختلفت عن بعضها البعض وإن إشتركت في المضمون فكلها بها توحيد لله وصلاة وصيام وزكاة وحج لذلك نقولها وإن كانت الشعائر مختلفة تبع كل شريعة ، وما جاءت به من قيم تراكمت على مدار عمر الإنسان على الأرض ، وكلها قيم مشتركة تقرها الملل الثلاثة ، فلابد أن يحترم العاقل القيم في الملل الثلاثة وينظر لها بالإحترام والتقدير والاعتراف بها ، وإن ظل هو على الملة التي سيلاقي الله عليها ، ويكون حسابه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق