الثلاثاء، 12 مارس 2024

حوار مع صديقي الأمريكي...بقلم الأديب د.محمد موسى

 من مذكرات أستاذ جامعي"


"حوار مع صديقي الأمريكي"


                كان صديقي هذا أستاذ إقتصاد في جامعة هارفارد المواجة للجامعة التي كنت أدرس بها وهي جامعة بوسطن ، وكنت قد تعرفت عليه عن طريق السيدة زوجته مديرة مكتب العلاقات الدولية التابع للأمم المتحدة ، وكان يزورني في بيتي الأنيق والذي يطل على نهر ألبرت ، وكنا نجلس وراء نافذتي الزجاحية ، حيث داخل بيتى التدفئة المركزية وفي الخارج النهر قد تجمد والثلوج تتساقط ، كان صديقي هذا يريد مني أن أتحدث معه عن الإسلام فهو حديث العهد بدخول في ملة الإسلام ، وكانت السيدة زوجته مسيحية كاثوليكية وكان في كل زيارة لي يسألني عن هذا الدين ، كنت أقول له في كل مرة ، سأرد عليك بما أعتقده أنا عن ديني ، ويمكنك أن تقرأ عنه في كتب الآخرين فقد ترى فيه غير ما أنا أرى ، إلا أن جميع الكتب وكل الأراء تدور داخل إطار واحد ، وهو أن خالق هذا الكون إلهٌ واحد ، لم يلد ولم يُولد ، وكل الأنبياء والمرسلين من آدم الذي نزل من جنة التجربة بالتوحيد موحدون ومسلمين "إن الدين عند الله الإسلام"  ، وكل رسل الله الذين أٌنزل عليهم كُتب السماء من توراة إلى إنجيل إلى قرآن ، أي موسى وعيسى ومحمد عليهم جميعاً الصلاة والسلام ، فهم لذات القول يقولون ، "وأعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا" ، والإسلام دين الله سهل حتى يستوعبه كل الخلق ، اساسه الوحدانية والإيمان بالبعث والحساب ، حتى أن في الإسلام الحنفيلة والمالكية والشافعية والحنابلة ، كلٌ يرى في الإسلام رؤية لا تخرج عن هذا الإطار الواحد ، ففي الإسلام حديث رسول الله ﷺ بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا ، ورغم هذا فليست هذه الخمس هي الإسلام كله بل هي أعمدة أقيم عليها بناء الإسلام الضخم ، وهي في العلوم الشرعية تعرف بالعبادات ، ولكن الإسلام ليس عبادات فقط ، فقد بني على هذه العبادات ما لا يقل أهمية عنها وهي المعاملات ، فمثلاً ما قيمة صلاة مصلي ولا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر ، وما قيمة صيام صائم لا يترك قول الزور والعمل به ، وهكذا فالعبادات إن لم تنعكس على المعاملات في المجتمع ففاعلها لم يفهم مقصود الإسلام ، وهي أركان الإسلام ولكنها ليست أركان المسلم ، فقد يكون المسلم مريضاً فلا يصوم أو فقيراً فلا يزكي ولا يحج ، ولكن لابد أن تنعكس الأركان الخمسة منه في معاملاته مع خلق الله ، بلا تميز بين الخلق في من هو على ملته أو على ملة مختلفة. 


♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بما جنت أيدينا ....بقلم الشاعر سليمان كامل

 بما جنت أيدينا بقلم // سليمان كااااامل  *************************** أُفرِغَ التعليم من علم  وبقي استنزاف الأموال والأعصاب وأُفرِغَت المحاكم...