من مذكرات أستاذ جامعي
"الحب في الزمن الخطأ"
هناك سؤال يحتاج إلى الكثير من الجهد للإجابة عليه ، هل يمكن أن يلتقي فصل الربيع مع فصل الخريف؟ ، ثم ما إسم هذا الفصل الناتج عن هذا اللقاء؟ ، هل يسمى الفصل الربيع خريف ، أو يسمى فصل الخريف ربيع ، أو يسمى فصل التخاريف؟ ! ، شغل هذا الأمر كثيراً فكري ، فمن المستحيل أن يتلاقى الشروق والغروب في منتصف الطريق ، وأعتقد أن هذا الخلط الغير منطقي ، هو الذي سيؤدي مستقبلاً إلى الكثير من المشاكل ، التي تؤدي إلى حالة الفوضى في المشاعر ، وللأسف تهبط قيمة الحب الذي هو أروع عطاء من الله سبحانه وتعالى بهذا الخلط اللامنطقي ، وإذا إتفقنا على أمر مؤداه ، أن الصحة النفسية تعتدل فقط في حالة إنسجام الإنسان مع الطبيعة من حوله ، بشكل يؤكد أن الإنسان يحترم الحياة وقوانينها ، فكما كان الربيع هو فصل التمتع بالزهور ، فكذلك الخريف هو فصل الراحة والسكون والتفكير ، ثم الحساب عن سابق الأيام ، وقد يظن البعض أن هذا الكلام ، هو فلسفة من أستاذ جامعي ، ولكن الحقيقة أنه هو قراءة لأوضاع إختلطت فيها الكثير من معاني الجمال مع بعض المعاني الأقل جمالاً ، فالخلط بين المنطق العقلي والمنطق العاطفي هو من يولد الكثير من المشاكل ، قال لي صديق أن له صديق في مثل أعمارنا يريد أن يرتبط بفتاة تصغره بكثير ، ولصغر سنها وأيضاً تجربتها وخبرتها تتمسك به ، وهي فتاة جميلة تعيش في سنوات العشرينات ، فقلت له عندما يمتعك الله بفضل العلم ، فيجب أن تتكلم بمنطق عقلي يعتمد على التحليل الدقيق للحياة ، وقولاً واحداً مستحيل التلاقي بين تفكير عاطفي بعيداً عن العقل ، وبين تفكيراً عقلياً لا تتحكم فيه العواطف بدرجة كبيرة ، فهناك مشكلة كبيرة وهي أن للحياة قوانين ، والعاقل يجب أن يحترم تلك القوانين ، وخاسر من يتحدى الحياة وقوانين الحياة ، وسبق أن كتبت قصة بعنوان (الصراحة) ، وقلت فيها (الحب هو يُشبَهْ بالفاكهة ، فالحب في العمر من 25 الى 35 يشبه الكريز طعم جميل ويستخدم عادة عند تزين كل الحلويات ويُضع على عرش من الكريم شانتيه الأبيض فيعطي جمالاً للعين ، والحب من 35 إلى 45 يشبه فاكهة الأناناس أيضا الطعم جميل قطع أو عصير ثم به أيضا تزين التورتات والحلويات ، والحب من 45 إلى 55 له طعم الفراولة قد تكون كبيرة وزاهية ولكن ليس لها طعمها عندما كانت صغيرة وهذا الفرق جوهري ، أما بعد 55 فيكون للحب طعم البطيخ ، لا يؤكل إلا في وقت معين وهو الصيف ، ولا يؤكل إلا مثلجاً ، وعندما تختلف الأعمار بشكل كبير نصبح أمام فاكهة مختلقة الطعم) ، هل وصلت الرسالة ، وما فضلنا الله بالعقل إلا ليستخدم في تحقيق الجميل في الحياة ، وأذا نحينا العقل جانباً وأطلقنا للقلب العنان ، فأنتظر الكثير من البلاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق