"مقام الفناء في الوطن"
كنتُ شاهداً على موتي
كنتُ شاهداً على موتي…
رأيتني أنسلُّ من جسدي كما ينسلُّ الذكر من دعاءٍ منسي،
لا ضوءَ يحتويني،
ولا ترابَ يستأذنني للرحيل.
كنتُ في حضرةِ الغيابِ وطنًا،
وفي خرائبِ الروحِ شهيدًا،
أفتشُ عن الله في خرقةِ جائع،
وفي دمعةِ أمٍّ تُلقّن طفلها النشيدَ بصوتٍ مبحوح.
يا أيّها الحبّ،
هل رأيتَ الموتَ يُصلّي؟
أنا رأيتُه،
بعمامتهِ السوداءِ
يسجدُ على ترابٍ كان ذاتَ يومٍ طينيَّ الطفولة.
كنتُ أشهدُ موتي،
وفي صدري زفراتُ أمةٍ
علّقوها على حبالِ التأويل،
وقالوا: هذا قَدَر.
أنا الميتُ الحيّ،
سافرتُ في مجازاتِ الصبرِ
حتى تكسّرتِ الجبالُ في قلبي،
ولم أعد أعلم…
هل أنا من ترابٍ أم من نداءٍ لا يُجاب؟
لي وطنٌ…
كان إنشادًا،
فأصبحَ سؤالًا يُصلبُ على شفاهِ العابرين.
لي ربٌّ…
علّمني أن أكونَ نورهُ في الأرض،
فأبصرتُ به العمى يُقيمُ دولته،
ويسجنني بتهمةِ البصيرة.
يا رحيم،
أشهدهُ فيك؟
فقد تعبتُ من الفناء في الذين
ما عرفوا إلّا القتلَ محرابًا،
والسكوتَ صلاةً،
والخوفَ دينًا.
#وجعي
أحمد محمد الطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق