"من مذكرات أستاذ جامعي"
"الأم مدرسة المتفوقين"
لا أذكر أنني سألت أمي سؤال ولم أجد عندها إجابة ورضيتُ أنا بها، حتى الأسئلة الطفولية المحرجة وجدتها دائماً تبتسم لي وعندها لها إجابة، ورغم أن في طفولتي وصبايا كانت وسائل المعرفة المتاحة لا تتعدى الكتاب والمجلة، غير الأن حيث كل شيء تحركه الأصابع في جهاز صغير بكل يد يحوي معلومات عن كل شيء، وكل طفل يسأل أمه كيف أتيت إلى الدنيا، واذكر أنني سألت أمي هذا السؤال وكانت خالتي عندنا، وقامت أمي للرد على التليفون الموجود في مكان آخر في البيت، وسمعت من خالتي إجابة على سؤالي أن الأطفال الصغار نجدهم عند أبواب المساجد، وكان في الحي الذي أسكنه أكثر من مسجد، فكنت كلما نزلت للشارع لأي أمرِ، أمُر على تلك المساجد وأنظر بدقة لعلي أجد طفلاً، ولما قلت لامي مرة لا يوجد عند المساجد أطفال، تعجبت أمي وقالت من قال لك هذا قلت لها خالتي، فقالت لي بأدب يبدو أنها إعتقدت أنك تسأل عن شيء آخر، ولكن الاطفال السكر مثلك هم ثمرة الحب بين الأب والأم، فوجود الاطفال في البيت هم دليل على أن
بهذا البيت حب، فقلت لها وما هو الحب نظرت لي مبتسمة وهادئة وقال الحب مثل السكر، فقلت لها في البيت سكر كثير فلما نسمع أغاني عن الحب ويمكن أن نشتري هذا السكر، فقالت لي إذا كان الحب حلو مثل السكر فلإنه يأتي بأطفال حلوين مثلك وأنا أقول لك دائماً أنت سكر، كان عندها إجابة لكل شيء، عرفت هذا لما كبرت ووصفها بالسكر كان نتيجة الحب الذي في قلبها ومنها عرفت طعم الحب، ومنها تعلمت أن أواجه كل أسئلة أولادي بهدوء، فأنا عندما كنت طفل كنت على يقين أن أمي أعلم أهل الأرض، وهي مدرسة يتخرج منها المتفوقين.
♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق