الاحتفال بعيد الأم
هل هو تكريم مستحق، أم هو عرفانًا بالجميل ؟؟؟؟
عيد الأم هو مناسبة مميزة يتم فيها تكريم الأمهات في جميع أنحاء العالم، واليوم يجتمع البر في يوم الجمعة من العشر الاخيرة من رمضان وربما تزينها ليلة
القدر، فلنغتنم هذه المناسبة ولنجعلها فرصة للتعبير عن الشكر والمحبة والامتنان لما تقدمه الأم من تضحيات لا حصر لها لأجل أبنائها وعائلتها ، ومع كل مظاهر الفرح والاحتفال التي ترافق هذا اليوم.نجدها لا تفي للاعتراف بجميل الأم وتعدد أفضالها ،
فقد يبقى في قلب كل أم نوع من الألم، وهو ألم ينبع من الحب العميق والمستمر الذي لا يتوقف من أجل أسرتها، التي هى مملكتها
وكلنا تربينا على حديث أبي هريرة حيث قال: جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ -يعني: صحبتي، قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. ليس تقليلًا لشأن الأب.بل تمجيدًا لمكانة الأم .
وفي عيد الأم ، يجب أن نتذكر أن الأمهات لسنَّ مجرد مصدر للحنان والرعاية، بل هن أيضًا شخصيات تستحق التقدير والاحترام من خلال فهم قدر الألم الذي قد تخفيه ابتسامة الأمهات . هذا اليوم ليس مجرد احتفال، بل هو فرصة لرد جزء من الجميل والتأكيد على أن الأمهات هن أساس العائلة والمجتمع .
وتُعتبر الأم هي العمود الفقري لأي عائلة، فهي مصدر الحنان والرعاية والعطاء الذي لا ينضب. ولكن، هذا الدور العظيم ليس خاليًا من الألم. هناك العديد من الأبعاد التي تجعل ألم الأم جزءًا من تجربتها اليومية. الأم تعاني من الألم الجسدي منذ الحمل مرورًا بالولادة، حيث يتطلب منها ذلك جهدًا كبيرًا وتضحية جسدية لا تُقدر بثمن. بالإضافة إلى آلام الرضاعة، وتربية الأطفال والسهر على راحتهم ، وتنظيم أمور
حياتهم، ولا يخلو دور الأم من الضغوط النفسية؛ فهي تتحمل مسؤولية تربوية وعاطفية كبيرة. تبدأ من تعليم أطفالها القيم والمبادئ، مرورًا بحمايتهم من التجارب ، وصولًا إلى التأكد من أنهم يحققون أحلامهم. ،فتدعمهم نفسيًا ،و قد يتسبب هذا العبء النفسي في معاناتها من القلق والتوتر، والنوم المتقطع ،خاصة في ظل التحديات الحياتية.
و الأم لا تتوقف عن القلق على أبنائها، سواء كانوا صغارًا أم كبارًا حتي وان تزوجوا ، هذا القلق ليس مجرد مشاعر عابرة، بل هو جزء من العاطفة العميقة التي تربط الأم بأبنائها. ولا يقتصر الأمر على المواقف الصعبة في الحياة، بل يشمل أيضًا رؤيتها لأبنائها يتقدمون في الحياة ويبتعدون عنها في بعض الأحيان فهذا
يؤذيها ،ورغم كل تلك الآلام، يظل حب الأم غير مشروط.
﷽ ﷻتعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا
﴿صدق الله العظيم ﴾
فعيد الأم يكون في كل يوم أمك تمر أمامك بعافيه وسلام
ذلك هو العيد الحقيقي .ليس يومًا ولا شهرًا ولا العام كاملًا يكفي للاحتفال . ولكن ننتهزه فرصة للتذكير بهذا الدور العظيم، ولإظهار الامتنان من خلال كلمات المحبة والهدايا والورود أو حتى مجرد التواجد إلى جانبها. هو يوم لاستذكار التضحيات التي تقوم بها الأمهات على مدار العام ، وتأكيد أن الألم الذي تعيشه الأمهات هو جزء من حبهن العميق والرغبة في أن يكون أبناؤهن في أفضل حال.
من كان له أم فهو يمتلك
نعمة تحلو بها الحياه فليبرها
ومن فقد أمه ، يعلم أنه لا ينتهي الدور عند ذلك فلوعة الفقد تشعل لهيب الفراق فيزداد الفؤاد تأججًا بالحنين .فنعيش علي دفء الذكريات ونبتسم بحب ونرسل
فسلامًا وطمأنينة لكل أم تزهر الحياة بوجودها،
ورحمة ونور علي روح كل أم جاورت رحاب ربها.
ا/ناهد شريف
مصر المحروسه
دمياط
21/3/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق