خيانة ابن العلقمي
ظننتَ الظلم مأوى والمغول أمانا
ورميتَ في لجج الخيانة أوطانا
بعتَ الثرى، والدمع في الأحداق يغرقنا
ودستَ في ليل الخيانات أحلامًا وأزمانا
ناداك صوتُ الأمس: ويحك، كيف تخدعنا
أهكذا كان بنو العباس يُلقون إحسانا؟
ظننتَ أن التتار سيمنحونك عرشهم
وأنك للغاصب المحتل إخوانا
ألم ترَ السيف في أعناقنا مشهرًا
وأبصرتَ قومك في الدموع سكارى تائهين هوانا؟
فهاك منهم ذلًّا أهان قلبك العَطِب
وهاك من وهج الحقيقة نيرانا
يا خائنًا لم تسقط الملوك بخسته
لكن أسقطتَ شعبًا عاش عمرًا مصانا
إنّ الذي باع أرضه لن ينال كرامة
مهما طوى من عمره أو عاش أزمانا
ما مات شعبٌ في خيانةِ خائنٍ
لكنما الخائنُ يُدفن مهانًا
يبقى الجبانُ على الخيانة وِزرُه
ويبقى الجريحُ من الكرامة عنوانا
ستكتبُ الأجيال فعلتك المخزية
ويحفظُ الدهرُ الجرم مهما توارى أو بانا
فاختر مقامك بين عارٍ وخزيك
واقرأ على التاريخ كيف تُنسى الأوطانا
فاذهب، ولا تلتفتْ لظلّك مُنكسرًا
فكلّ دربِ خائنٍ يُفضي لخذلانَا.
أحمد محمد الطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق