الثلاثاء، 1 أبريل 2025

دعوة الأم ...بقلم الكاتب د.محمد موسى

 "من مذكرات أستاذ جامعي"


"دعوة الأم ستحقق ما لا يصدق"


                 قد يتعجب البعض عندما أقول أن كل ما تحقق في حياتي بعد فضل الله كان بدعوة أمي لي وعمري فقط سبع سنوات، ظلت هذه الدعوة نبراساً يضئ لي الطريق في أي مكان أذهب إليه داخل وطني مصر الحبيبة أم الدنيا أو خارج مصر في أي بلد زرته أو درست فيه، وعندما أسترجع شريط حياتي أدرك أن أي نجاح حققته بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل دعاء أمي، ولم أشعر بالضيق في يوم من الأيام وذكرت أمي فإذا بالفرج يأتي بفضل الله، سنوات طوال مرت ودعوة أمي هذه دليلي، فكيف كانت هذه الدعوة، كان عمري سبع سنوات وكنا قد إنتقلنا في بناية جديدة وكانت شقتنا في الدور السابع والأسانسير في مرحلة التركيب، ومرة في حوالي الساعة الثانية عشر ليلاً وكان أبي يومها مسافر وأنا أكبر أخواتي سمعت أمي تتألم في غرفتها فأسرعت من سرير أجري إليها وجدتها تبكي من ألم ضرسها، لم أتمالك نفسي أخذت أول فلوس أمامي ولبست حذاء، وبدون أن أدري جريت على السلم ولم أدري كيف كنت أقذف على السلالم ونزلت الشارع لم يكن فيه أحد هذه الساعة، وجريت بحثاً عن صيدلية فلم أجد إلا عطاراً يجلس ويقرأ في مصحف، فسألته عن أقرب صيدلية قال بعيدة من هنا أنت عايز إيه قلته أمي ضرسها يؤلمها، فقام أكرمه الله وأخذ قطعة من قطن ووضع عليها زيت قرنفل ووضعها لي في قطعة سليفان، وقال لي تضعها في فمها وتغلق عليها الضرس وإن شاء الله سوف يزول الألم، قلت له بكام قال لا شيء إسرع بها إلى أمك، وحقيقة لم أدري الوقت وأنا أجري وأنا أصعد الأدوار السبعة، حتى

دخلت على أمي وأعطتها القطنة وقلت لها ما قاله العطار، دقائق وقالت لي أمي ريحتني ربنا يريح بالك ولا تشعر بضيق في حياتك، ومن يومها وهذه الدعوة أستحضرها كلما كنت في حاجة إليها، فعلتها في القاهرة وفي الأسكندرية وفي لندن وفي باريس وفي أمريكا ومرات كثيرة وأنا في السعودية حاجاً أو معتمراً وفي السودان، ولولا أن القسم غير مستحب لأقسمت أنها دعوة دائماً هي لي طوق نجاة، والحمد لله ربي العالمين والرحمة من الرحيم لأمي والأمهات الجميع.


♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آه غيمتي ...بقلم الشاعرة سعاد شهيد

 نص بعنوان / آه غيمتي قطرة قطرة  امتلئ رحم الأحلام  نقطة نقطة شربت غيمتي الأعوام  من كل نبضة كانت تروي السلام  لتأتي رياح خريف الآلام  سافرت...