الجمعة، 4 أبريل 2025

لن أغادر الشاطئ...بقلم الشاعر معاد حاج قاسم


 لن أغادر الشاطئ..

===========  

بعد اليوم، لن أغادر الشاطئ...  

سأكون وحيدًا،  

أكتب قصائدي إلى كل النوارس،  

وهي تنقضّ بكل رشاقتها على الأسماك الصغيرة،  

تزدردها بنهمِ الجائعين على ضفاف القلب.  


سأكتب لأجل العصافير الخائفة،  

وهي تسبح في الفضاءات الزرقاء،  

تحلّق في سماء العمر،  

وفي أبديةٍ لا نهاية لها.  


لن تثنيك همومٌ تعصف بقلبك الصغير،  

لن تنحني للريح قامتك،  

تردد في خلدك، بصمتك العجيب:  

*"سأبقى على الشاطئ، لن أحيد."*  


تسمع صوتك الخافت، الكئيب،  

تبلعُ ريقك المالح...  

سنوات، وأنت تنتظر ذلك الزورق...  

سنوات، وأنت تعبث برمال الشاطئ،  

تارةً بيديك، وأخرى بأصابعك...  

تكتب أحلامك... وتعيد ..  

وصيفٌ يأتي من جديد...  


*قمرُ بثينة يمزّقني،*  

ماتت معه كل أمنياتي،  

وموعدٌ تحمله القوافل، تأتيك من بعيد...  


ذلك الحلم يؤرقني،  

كما نسيم البحر يداعب ضفائر شعرها،  

وسكونُ أمواج... ومشيب.  


هذا الصيف قادمٌ بخطواته،  

لن أتألم من وجعٍ قريب.  


في الشتاء الماضي،  

أصابتني حمّى .. بعض الحصيّات،  

سكنت المرارة والكلية اليسرى...  

وخيّرني الطبيب بين الجراحة أو الصبر...  

*"أيهما أريد؟"*  


وصمتُّ آنذاك، وانسحبتُ إلى الشاطئ...  

على الرمال قعدتُ طويلًا،  

وجاءت بثينةُ تندب حظها...

 دموعها السخية أوجعتني،  

وبكيتُ لأجلنا... وبكَتْ.  


هزمتني دموعها،  

في كل المعارك كان جوادي رابحاً ..  

لكنّ صوتها المبحوح وبحّته الصادقة أنبَتني...  


ساعتها كنتُ حزيناً 

أحمل هموم قافلة في عرض الصحراء وطولها،  

أتعبها الظمأ، وأثقلها النحيب...  


*ها هو الصيف قادمٌ يا فتاتي،*  

لن أبرح الشاطئ ثانيةً،  

ولن توجعني خاصرتي،  

لن تبكي النجوم عليّ... ولن أسمع ذيّاك النحيب.  


سأسهرُ مع كلّ الكواكب القادمة من مدارات لا اعرفها ..

كذلك بثينة... تبشّرني،  

قبل الشتاء... قادمة،  

قبل شروق الشمس، وبعد الغروب...  


وأقول في نفسي:  

*"لكن القارب لم يأتِ..!*  

وأن الصيف في بدايته،  

وأن العصفور البرتقالي لن يغرّد على نافذتي...  

بعد اليوم كعادته،  

وأن القارب الأبنوسيّ لن يعزف أغنيته..."  


ضائعٌ أنا بين أمواج المحيط،  

حائرٌ... هائمٌ على وجهي،  

بين دعاء، وسجّادة، وصلاة...  

وجميلٌ ينادي بثيناه،  

بكلّ قواه...  

وأيامٌ، وشتاءات، وفصولٌ قادمة،  

يزيّنها ألف ربيع...!  


*بقلمي:*                                                            معاد حاج قاسم*  

1/4/2025

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

و تأتأ دمع كلم .....بقلم الشاعر خليل شحادة

 .. وتأتأ دمعَ كلم هو القدر أتى من مخاض عتمة رحم الليل  صرخة وجع  ولد فجر شمس قبس نور من أمل .. تنهد الصبر وتأتأ الريح دمع كلم وآه الحرف اكت...