الأحد، 23 مارس 2025

ذنوب عباد و رب غفور ....بقلم الكاتب د.محمد موسى

 آخر الكلام ...


"ذنوب عباد ورب غفور"


              من جميل جلال الله سبحانه وتعالى، أنه لا إله إلا هو الواحد الأحد، كان قبل الخلق وهو كذلك في وجود الخلق وسيظل بعد نهاية الخلق، "وجدَ موحد لذاته العليا أم لم يوجد" فالله واحد أحد كان وسيظل، ومن جميل جلال الله سبحانه وتعالى أنه لا يحده زمان ولا مكان لانه خالق الزمان والمكان، وعلمه لا يعرف ماضي ولا حاضر ولا مستقبل لأن الله الواحد "علم ما كان وما يكون وما سيكون لو كان كيف كان يكون"، وأمره بين الكاف والنون يقول للشيء كن فيكون، ومن جميل جلال الله سبحانه وتعالى أن الكتاب الذى أنزله بعد تمام نضج عقل الإنسان يبدأ بقوله (بسم الله الرحمن الرحيم)، وجعل في كتابه سورة تسمى سورة الرحمن وأخرى تسمى سورة التوبه، ورغم أن من أسمائه الحسنى المنتقم الجبار، فلم نرى في كتابه سبحانه وتعالى سورة المنتقم ولا سورة الجبار، وجعل أم الكتاب (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم)، ورغم أن الفاتحة التي هي أم الكتاب كان ترتيبها التنزيلي هو الخامس بين سور القرآن الكريم، إلا أن الحق أوحى إلى نبيه ﷺ بأن تكون السورة رقم "1" في الترتيب المصحفي، حتى يعلم كل من يوفقه الله فيقرأ في كتابه الكريم، أن منزل هذا الكتاب الكريم هو رب رحمن رحيم فيقول العبد الحمد لله أنني عبداً لرحمن رحيم، وقُسمت أسمائه الحسنى سبحانه وتعالى ألى أسماء جمال مثل الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام وعدد هذه الأسماء أكثر من أسماء الجلال مثل الجبار المتكبر  المنتقم، فهنا (كفى نفسى عزاً أنني عبده .*. يصطفيه بلا مواعيد ربه .*. هو في ملكه الأعز .*. ولكن أنا القى متى وأين اُحب) والحمد لله رب العالمين، ومن جميل فضل الله  أنه يرزق الطائع والعاصي ويعطي الدنيا لمن آمن ولمن كفر، ولكنه لا يعطي الآخرة إلا لمن آمن به إلهٌ واحد لا شريك له، ومن جميل فضل الله سبحانه تعالى أنه يأخذ بالحاكم المؤمن به والظالم للناس، ويترك الحاكم الكافر به طالما كان عادلاً مع الناس، ومن هنا نفهم لما أرسل الله سبحانه وتعالى الرسول النبي موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون الذى تخطى كل الخطوط الحمراء، وقال مستخفاً بعقول المصريين (أنا ربكمُ الأعلى)، ورغم كل كفر فرعون بالخالق سبحانه وتعالى، كان قول الحق لرسوله الكريم وأخوه الكريم (إذهبا إلى فرعون إنه "طغى")، ولم يقل سبحانه إنه كفر، فالله غني عن كل العباد، (فلو إجتمع الناس جميعاً على قلب أتقى رجل منكم ما زاد ذلك في ملك الله شيء، ولو إجتمع الناس جميعاً على قلب أفجر رجل منكم ما نقصى ذلك من ملك الله شيء) ذلك لأن الله هو الغني الحميد، ومن جميل فضل الله أنه يَغفر الذنوب جميعاً وليس عنده ما لا يُغفر إلا الشرك بذات الله، (ولا تقول أن الشرك ذنب، فهو ليس ذنب بل هو ظلم للنفس "إن الشرك لظلم عظيم")، حتى قيل أنه سبحانه وتعالى يغفر ذنب  "ناكح أمه في جوف الكعبه نهار رمضان"، فلا يعظم حتى مثل هذا الذنب على مغفرة الله، رغم أنه ذنب في أحرم المحرمات وإرتُكب في أقدس الأماكن وفي أقدس الأشهر، وقيل أن الذنب الذى لا يغفره الله سبحانه وتعالى، هو الذنب الذى يعتقد الذي اذنبهُ أن الله لن يغفره له فلا يئس من رحمة الله، فالحمد لله أن لي رب يغفر ذنبي ويستر ضعفي.


♠ ♠ ♠ ا. د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أشلاء أمي ...بقلم الشاعر مروان كوجر

 " أشلاء أمِّي  " اغْمِدْ حسَامكَ لَمْ نَعُدْ أَحْرَارا                  وَاذْعَنْ لوهْنِكَ وَاحْضُنِ الْأَشْرَارَا   عَاهَدْ عَدُ...