الجمعة، 5 سبتمبر 2025

تحليل قصيدة رقم الفؤاد بقلم الشاعرة عزة أحمد


 .هاهي قصيدة اليوم 


رَقّ    الفؤادُ   وراحَ   الدّمعُ  ينهمرُ... 

وَجْدًا    بشعرٍ   لدين   الله   يَنتصرُ

أمطارُ نظمٍ من الإخوان قد نزلتْ ... 

مثل   الشِّفاء   بقلبٍ   عضَّه   الكدَرُ

صَبُّوا   قريضا  جلالُ  الصّدق  توّجهُ ... 

قولا    حكيما   فِداه   القلبُ   والنَّظرُ

شعرا  رقيقا  فقد  فاضت  عواطفه ... 

جنَّات   وجْدٍ   جناها  العطرُ  والثَّمرُ

شعرا   عزيزا   ونورُ   الحقِّ   لُحمتُهُ ... 

يحدو   الرِّجال  لدينٍ  حاطه  الخطرُ

يا  بلبلَ  الحقِّ  يحدو  الذّاهلين  إلى ... 

روضِ   الفضائل   بالإيمان   يشتهرُ

أبشرْ   فإنّك   قد   أبدعت  لانَ  لكمْ ... 

نظمُ   الجواهرِ  لا  التَّخريفُ  والهَذرُ

أبشرْ   فشِعرُك  قد  هزَّ  القلوب  هنا ... 

مثل   النّسائم   يَسترخي  لها  الشَّجرُ

لك   التّحية   من   قلبٍ   يُكنُّ   لكمْ  ... 

صدق    المودَّة    فالأشواق   تستعِرُ

لقد   درجنا   على  حبِّ  الإخا  سلَفاً ... 

والحبُّ    دينٌ    فلا   يبلى   ويندثرُ

إن    الأخوّة   في   الإسلام   غايتُنا ... 

لبُّ    العقيدة    لا   يُنسى   ويُحتقرُ

حبُّ    العروبة    والإسلام   يجمعنا ... 

هياّ    لنعملَ    إن    الحقَّ   ينتظرُ

هيّا    لنُبديَ   نورَ   الله   في   ثقة ... 

نُحْيِ  العقيدةَ  علَّ  القيدَ  ينكسرُ

هيّا    لنرفعَ    رايات    الهدى   أدبا ... 

إنَّ    المبادئ   بالإخلاص   تنتصرُ

هيّا   ففجرُ   نهار   الحقِّ  مُنبلجٌ ... 

ليلُ    المفاسد    والكفران    يُحتضرُ

مهما     تحجَّرت    الألبابُ    غافلةً ... ُ 

حرُّ    المشاعر    يُحميها   وتنصهرُ

مهما    تعاظمت    الأهواء   طاغيةً ... 

نورُ    الحقيقة    يحويها   وتنحصرُ

مهما  تمادت  أيادي  الكفر  باغية ... 

بعثُ     العقيدة    يرميها    وتندحرُ

الله  يعلم  ما  في  الأرض من فتنٍ ... 

لا شيء يعزب عن ربي ويستتر ُ

والعبدُ  في العيشِ في كدحٍ وفي كبَدٍ ... 

رغم  الصَّلاح  ببعض  الضرِّ  يُختبرُ

ويح  المُعذَّب  إن  ضاقت  جوانحُهُ ...  

يوم الجزاء ينالُ القربَ من صبروا

تُبلَى  السَّرائر  يوم  الفصل  يوم  غدٍ ... 

تكسو  المذلَّة  من  خابوا ومن خَسِرُوا

*******************

يبدأ القصيد برق الفؤاد وهو اللين بالقلب حين يغترفه الحنان ومن بعد الرقة سال الدمع من العيون وهذه الحالة لا تاتي إلا بعد فيضان القلب مما إمتلا به من الرقة واللين والحنان كأن الدمع لم يسقط إلا في حالة هذا الكفو الفائض الفائر

واوجد من خلال الشعر كلمات تتناسق للتعبير عن نصرة دين الله الذي هو الحق

امطار نظم وهو تعبير عن غزارة القصائد في مدح رسولنا الكريم فتسابقت الشعراء 

هذه الابيات وقصائد المدح كانها ذاك الشفاء للقلوب المشتاقة لسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لقلوب أصابها التعب اصابها الشوق أصابها التمني رؤية الحبيب المصطفى

صبوا قريضا جلال الصدق توجه والذكر هنا لجلال الرومي وصدقه في المدح المستحق لرسولنا الكريم

قولا حكيما حيث منتقى من الكلمات المناسبة لخير خلق الله فداه القلب والنظر يخرج من لمسات قلب ونبضه والعيون الراجية رؤاه

شعرا رقيقا فقد فاضت عواطفه من كثرة الحب وصدقه وشدته تهفو الكلمات من القلب كانها فرحة بذكراه صلى الله عليه وسلم

جنات وجدت جناها العطر والثمر وهنا تشبيه الحرف وفيضه كأنه البستان الملئ بالفاكهة وحين نجنيها يفوح العطر لكل منها وهذا دليل الجودة والثمر الشاهي الأُكل

شعرا غزيزا كثيرا جدا ينهال متتاليا دون تحضير من فيض صدقه وجماله الاحساس ينسكب ونور الحق لحمته اينما وجد مدح الحبيب يتواجد الحق بشموخه وجلاله مجاورا لكل كلمة

يتجمع الرجال كالزاوية الحادة التي تضم ما بها لدين الله الاسلام حين يحوطه الخطر والضرر وتعذيب من يبوح باسلامه والانتماء للدين حينها

شبه الدين الاسلامي بطائر البلبل الطائر الحر المنطلق يضم الذاهدين الذين وهبوا حياتهم للعبادة في نطاق الزهد الذي لا ينعم برغد الحياة 

كي ينال روض الفضاىل وهي مرتبة عالية من الاجر عند الله ويعرف بهذا الزهد ويشتهر به كزاهد

أبشر وهي النبوئة الخير التي تطمئن القلوب فانك قد ابدعت لان لكم نظم الجواهر لا التخريف والهذر هنا المفاضلة بين الذي يختار مدح الرسول بالحرف والقصيد عن غيره الذي يشعر في امر آخر من فكر القصيد والكلمات

أبشر مرة اخرى للتأكيد فشعرك قد هز آثر القلوب وأحدث فيه الدهشة والمتعة

مثل النسائم هي الرياح الناعمة العطرة بالزهور العطرية يسترخي لها الشجر تشبيه حلو اوي فحين يذكر الرسول ومدحه تتشابه الكلمات بالنسبم الذي يسترخي له الشجر وهي لحظة إبداع لصورة خيالية تمتع النظر والقلب والاحساس

لك التحية من قلب يكن لكم صدق المودة فالاشواق تستعر وهو السلام عند اللقاء رغم عدم اللقيا الواقعية بل انها مضمونة بالخيالمن قلب يكن بداخله صدق ومحبة وود وشوق حار للقاء والرؤيا

لقد درجنا على حب الاخا سلفا يعني خلقنا وتعودنا على حب الاخوة لبعضهم بطريقة تلقائية دون حافز او علام

والحب دين فلا يبلى ويندثر وهنا يقصد المقارنة بحب الاخ ولد خلقة وحب الدين أتى أمر وعقيدة دون شرح دون إندفاع فلا يبلى ينتهي او يتخفى

إن الاخوة في الاسلام غايتنا يعني رغبة وإرادة مطلوبة

لب العقيدة لا ينسى ويحتقر مازالت المقارنة بين الحياة مع الاخوة وكيفيتها وبين الدين الذي أتي من الله بالامر والسماحةفلا ينسى ولا يحتقر او يستهان به

حب العروبة والاسلام يجمعنا نعم

هيا لنعمل إن الحق ينتظر بمعنى أن الحق ينادي اتباعه ويتعجلهم في الاتحاد لنكون قوة تغلب أعداء الدين

هيا لنبدي نور الله في ثقة تعاونوا واتحدوا من أجل الحق وفيكم الثقة بأن الله ناصركم

نحي العقيدة على القيد ينكسر  نعود للعقيدة وما امر به الله لاجل الحق كي نكسر القيود التي تكبلنا

هيا لنرفع رايات الهدى أدبا دعوة للكتابة كوسيلة لرفع الرايات للسلام بطرق ادبية

إن المبادئ بالاخلاص تنتصر كل شيء فيه اخلاص وصدق لابد وان يسمو وينتصر

هيا ففجر نهار الحق منبلج كبشرى الخير ان النهار الآتي آت بنور الحق

ليل المفاسد والكفران يحتضر وهي جملة عكس الاولى للتاكيد

مهما تحجرت الألباب القلوب فقدت اللين والحنان غافلة لا تحيا ولا تصحو

حر المشاعر يحميها وتنصهر يذكر سحر وجمال المشاعر تقلب المعادلة الفاسدة لتجعلها في طريقها الصحيح وتذوب بالقلوب كانصهار الحديد الصلب

مهما تعاظمت الاهواء الرغبات الطاغية الظالمة

نور الحقيقة يحويها وتنحصر شبه الحقيقة دوما كنور الصباح الواضح الذي ينير الكون

مهما تمادت ايادي الكفر باغية اي تجبر المتجبرون وطغو في ظلمهم

بعث العقيدة يرميها وتندحر كل شيء تتمركز نصرته باتباع دين الله ونصرته

الله يعلم ما في الارض من فتن سبحانه لا يغفل عن أي شيء

لا شيء يعزب عن ربي ويستتر تاكيد لما قبلها

فرب الكون لا يستتر ويتخفى عنه شيء

والعبد في العيش في كدح وفي كبد تعبير عن انشغال العباد بما تطلبه الحياة من كد وتعب وعمل

رغم الصلاح ببعض الضر يختبر اي انه يعمل خيرا ومع ذلك يذيقه ربه بعض الضر عن طريق السبل المتاحة والممكنة كالحروب والظلم من اجل اختباره للصبر والجلد

ويح المعذب إن ضاقت جوانحه ياويله لو ضاقت عليه الحياة وزادت قيوده

يوم الجزاء ينال القرب من صبروا فلا يكافأ عند الله إلا الصابرين كأهل غزة 

تبلى السرائر يوم الفصل يوم غد عند الحساب يكون لديهم الفصل بعملهم وقدرة صبرهم

تكسو المذلة من خابوا ومن خسروا

وهنا يعز الله من يشاء ويذل من يشاء بعد الاختبار وتعديه فصل الحساب


نص رائع وجميل ومتعة بجد 

تحياتي للقلم وفريق الاعداد واستاذنا 

عبد الرحمن الحناوي 

 مقدم الفقرة

سن قلم عزة أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق