بلا عنوان ...
لسنا في حاجة لعلم ولا لحقّ ولا لشعار
كلّ شيء هنا بلا عنوان بلا وزن بلا اختيار
أسرة تهيم في صمت والأب ضائع في أحلام عتيقة
والأمّ تعدّ الطعام بلا حبّ
والأطفال يسألون عن الحياة الضائعة
البيت بلا عنوان والفرح هارب من الجدران
حتى الحزن صار ضيفا مجهولا لا يعرف له مكان ..
مدرسة تصنع أوراقا بلا معنى
المعلم يشرح واجبا بلا روح
والكتب تتساقط من الرفوف كأوراق ذابلة
والأطفال يتعلمون الصمت أولا ثم الغياب
حتى النجاح أصبح عنوانا بلا مضمون
التعليم لعبة كلمات فارغة
الإدارة تمشي على خيوط هشة
كل قرار يتخذ في غرف مظلمة
ولا أحد يسمع صوت من يصرخ بالحقيقة ..
الحضارة تزهر على أطلال
والثقافة تصارع الإهمال
والفكر يركع أمام التلفاز
نحن أمة مستهلكة بلا وزن بلا عنوان
حتى المستقبل يختبئ خلف الجدران
يلعب معنا لعبة الانتظار الطويل ..
كل يومٍ يمضي بلا عنوان،
نشرب القهوة بلا مذاق ونقرأ الأخبار بلا جدوى
ونشاهد السياسيين يضحكون بلا سبب
كلهم بلا عنوان ونحن بلا عنوان
حتى السماء صارت حائرة
تسأل أين أنتم؟ وما عنوانكم؟ ..
على الطرقات، السيارات تصطف بلا نظام
والناس يمشون بلا بوصلة
كل قلب يفتقد مفتاحه
وكل روح تبحث عن عنوان
تضيفه لقصة بلا ختام
لكن لا شيء يكتب على الجدران
نهر المدينة يجري بلا معنى
أمواجنا ضائعة بين الزحام والضجيج
أحلامنا تتآكل مثل الكتب القديمة
والأمل أصبح نكتة على شفاه الحالمين
كلنا هنا بلا عنوان بلا وزن بلا بصمة
أمة أكلها الاستهلاك
ضاع فيها الحلم وانكسر الشرف
وصارت الفضيلة نكتة مظلمة ..
ها نحن بلا عنوان
نتمدد على رقعة فارغة
نتظاهر بالوجود
قبل أن يبتلعنا النسيان
لكن لا عنوان لا وزن لا أثر
فكل شيء هنا مجرد صدى ضائع
بين حضارة تتداعى وأمة تائهة
تبحث عن معنى لا يملكه أحد
ولا عن عنوان يقرّنا بما نحن
إلا أننا… بلا عنوان ...
بقلم : معز ماني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق