تحت الأنقاضِ صمتُ العالمِ المَيتِ لكنَّ صرخاتِ غزَّةَ لَنْ تَمُوتْ
في كلِّ رُكنٍ حكايا الجُرحِ مُوثَقةٌ والدمعُ يحكي بما عاناهُ مَن سُحِقُوا
تَهوي البيوتُ، ولكنْ رغمَ رَجفتِها يبقى الثَّباتُ بصدرِ الحرِّ يَتَّقِدُ
يعلو الأنينُ، فتعلو منهُ مئذنةٌ تدعو السماءَ، فهل للظلمِ مُنعَطَفُ؟
يا طفلَ غزَّةَ لا تَخشى مَجازِرَهُمْ فَالمَوتُ يُنجبُ حُرًّا يَعلو السُّحُبْ
والأرضُ تَنبُتُ أحرارًا بصَرخَتِها فالشَّمسُ تَسطَعُ مهما زادَنا التَّعَبُ
✦✧✦
لا الليلُ يَطوي جِراحَ الأرضِ في كَفَنٍ ولا يُغَطِّي دَماها كَذِبُ مَن نَطَقُوا
الطِّفلُ يَصرُخُ: أُمي تَحتَ أَطلالِها مَن يَرفعُ الرُّوحَ؟ مَن للحقِّ يَعتَنِقُ؟
مِن حُطامِ الدِّيارِ انبَثَّ مُبتَسِمٌ يَحبو إلى العِزِّ، لا للذُّلِّ يَرتَفِقُ
يَمضي بِقلبٍ، وإن جاعَت أنامِلُهُ فالخُبزُ عِزٌّ، ومَاءُ الحُرِّ مُعتَنَقُ
يا مَن سَكَنتُمْ بُروجَ الزّيفِ وانتَفَخَتْ فيكُم كُروشٌ، وهذا الشَّعبُ يَحترِقُ
إنا هنا باقِيونَ رغمَ مَذابِحِكُم والأَرضُ أَرضُنا، والوَعدُ مُلتَحِقُ
✦✧✦
✦✧✦
تحتَ الأنقاضِ دَمعٌ لا يُطاوعُني والرّوحُ تَصعَدُ في الآهاتِ تَحترِقُ
يَجري الصّغارُ بلا مَأوًى، ولا أَمَلٍ والمَوتُ يَطرُقُ بابَ العُمرِ يَختَنِقُ
نادى المُنادِي: أفيقوا يا بَني وَطَني! فالمَوتُ يَغزُو دُروبَ العِزِّ والوَرَقُ
في كُلِّ زاوِيَةٍ أُمٌّ تُنادي بِها رَوحُ الشَّهيدِ: متى للنَّصرِ مُنعَطَفُ؟
لكنَّ أَعيُنَنا في اللَّيلِ ساجِدَةٌ واللهُ يَعلَمُ أنَّ الظُّلمَ مُندَفِقُ
لا السَّيفُ يَحبِسُ شَمسَ الحَقِّ في مَهدٍ ولا تُقايِضُ أَرضي كَذبةُ الفِتَنِ
صَوتُ الرَّصاصةِ لا يَمحُو حَقيقَتَنا إنَّا نُقاوِمُ، لا نَرنو إلى الثَّمَنِ
✦✧✦
أحمد محمد الطيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق