عبادة الصبر
(الحلقة الرابعة4 )
ومواصلة الحديث عن عبادة الصبر.
سنتحدث اليوم عن نوع جديد من أنواع الصبر وهو( الصبر على الحسد) وسنوافيكم بموضوع خاص عن الحسدكاملاً حتي نعطيه حقه
لأن الحسد يصيب الانسان بالهم والكدر والضيق ويسبب له حالة نفسية سيئة ،وحالة جسمية مرضية، وألوان عديدة من الأذي.يلزمها جبال من صبر.اللهم
عافنا ( اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله ..فالنار تأكل بعضها إذا لم تجد ما تأكله)
ومن أضرار الحسد أنه يضعف الروابط الاجتماعية ويؤدي إلى بيئة سلبية تضر بالنمو المجتمعي.كما أنه قد يؤدي إلى تدمير الثقة بين الأفراد، ويعكر صفو العلاقات الشخصية والاجتماعية. لأن عندما يشعر الشخص بالحسد تجاه الآخرين، قد يظهر ذلك في تصرفات سلبية مثل التشويه أو الكراهية، مما يؤثر سلباً على التلاحم الاجتماعي.
كما أن الحسد يُشعل التوترات داخل المجتمعات، سواء بين الأفراد أو الجماعات. قد يتسبب في التنافس غير الصحي والصراعات على المناصب أو المال أو المزايا، مما يعكر صفو الحياة الاجتماعية.وهذايحتاج إلي قوة صبر
وعن النبي {ﷺ}أنه قال :
إن قومًا يأتون يوم القيامة يتخللون رقاب الناس حتى يضربوا باب الصبر بزحامهم فترد معتذرة منهم الملائكة لن تستحقوا الجنة إلا بعد الحساب فيقولون نحن قوم لا حساب لنا نحن غير مُحاسبون ..
تستغرب الملائكة وتقول من أنتم إذن؟؟؟ ..
فيردوا نحن الصابرون في الدنيا فيقولون لهم ادخلوا الجنة بسلام ﴿صدق رسول
الله﴾ والآية [إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب] لماذا لم يحاسبهم الله ؟؟؟. لأنه تُصَبُ عليهم الحسنات صبًا من لحظة دخولهم القبر فتمطر عليهم السماء حسنات حتى تزيل كل ذرة سيئة فعلوها في الدنيا، لأنهم رضوا بقضاء الله وقدره وصبروا ، ولم يتضرروا ولا يعترضوا ولم يلوموا الله على ما بعث لهم من هموم في الدنيا
وابتلاء ،لذلك لم يُحاسبهم الله يوم القيامة بل يعطهم الهدية كما وعدهم وهي الجنة..
ومن خلال القراءات العديده بالموضوع ،نجد أن علماء النفس شبهوا الصبر بأنه مطية لا تُدبر وسيفٍ لا يَكل... فالنفس هي ركوبة العبد تُسيرك إلى الجنة أو إلى النار ولجامها هو الصبر..
إن تركت اللجام وأطلقته ذهبت بك النفس حيث شاءت وكمال الدنيا والدين مرتبط بالصبر نجد مثلًا الشجاعة في الحروب التي خاضها الصحابة منذ القدم تحتاج الي صبر وشجاعة..
السيدة أسماء رضي الله عنها عندما ذهبت إلى الغار في الهجرة بالأخبار والطعام وكانت امرأة حامل تمشي الي الجبل و تصعد الجبل بكل معاناه فهذا يلزمه صبر... ولنعلم جميعًا أحبائي أن النصر مع الصبر وأن صبرهم على حياة الصحراء والقفاري القاحلة بحرارتهاوخطرها وعنائها وقلة مواردها هذا كله كان يمضي بهم حتى يصلوا إلى النصر ونجد مثلًا في قصه طالوت وجالوت مثالاً آخر عن الصبر (كم من فئه قليلة غلبت فئة كثيرة والله مع الصابرين.).
(فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك )متي آتاه؟؟؟
لما قالوا لله ربنا افرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا ..
لماذا قالوا كلمة أفرغ وما قالوا يا رب ألهمنا الصبر.. لأن كلمة أفرغ تعني يا رب فرغ وصب علينا الصبر بكثرة كما تصب علينا المطر حتى نستطيع أن نصمد علي قدر البلاء. ونجد في سورةالأنفال[ ليكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين فكيف يغلب القليل منهم الكثير؟؟
اميد إنه الصبر وقالﷻ
﷽[ إن الله يُحبُ الصابرين] أي أن الصابر في معية الله سبحانه وتعالى وقال أيضا بشر الصابرين أي بشرهم بالخير والجنة بغير حساب من العطاء الجميل وعلينا ألا نتكاسل ولابد أن نأخذ بالأسباب مع الصبر نصبر على أزمة الحرب وعلى ما نعانيه ونأخذ بالأسباب وندافع عن وطننا . هذا هو النصر مع الصبر ..وخير مثال علي ذلك ما يحدث الآن مع اخواننا المستضعفين في فلسطين فهم يتعرضون لأشد أنواع الايذاء منذ سنوات عديدة.. أجيال خلف أجيال وهم صابرون صامدون، يُدافعون عن أرضهم بكل صبر ..وينتظرون الفرج من عند الله ،فهم يتحلون بالصبر وينتظرون النصر من الله .،فإن شاء الله
الله سبحانه وتعالى مُجازيهم وسيحصلون على النصر العظيم ولكن لم يأن الأوان بعد..لأن التوقيت هذا بيد الله سبحانه وتعالى هو أعلم به وحده فنحن لا نملك الا الدعاء، هم لا يملكون الا الصبر على ما أصابهم والاستماتة في الدفاع وقد ذُكرت آيات الصبر في أكثر من 90 موضعًا في القرآن الكريم وكلمة الصبر وحدها ذُكرت في 102 آية فقال (اصبر كما صبر أولي العزم من الرُسل) فمن هم أهل العزم من الرسل
هم[ نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد].. لماذا لقبوا بأولو العزم؟؟؟!!!
لأنهم أشد الأنبياء الذين تعرضوا للإيذاء في سبيل نشر الدعوة ونحن نعلم جميعًا ماذا حدث مع كل نبي وقومه في قصته وأن للنبي محمد {ﷺ} في رحلة الطائف مآسي لا تحتمل ، وقد نادى الله تعالي المؤمنون
( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تؤمنون) وهناك نوع آخر من الصبر هو الصبر الجميل أي أنه صبر دون ضيق ولا عُبوس ولاتزمر ولا اعتراض ..تُقبل على ما أصابك من لطف الله
إن الله غفور رحيم ندعو الله جميعا أن يرحمنا ويغفر لنا ذنوبنا ويهدي لنا ضالتنا...
ولناتكملة لموضوع الصبرفي الحلقة القادمة،الخامسة
والأخيرة باذن الله ..
ا.ناهد شريف
مصر المحروسة
دمياط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق