الجمعة، 31 يناير 2025

عبادة الصبر 3 .....بقلم الكاتبة أ.ناهد شريف

 عبادة الصبر 

(الحلقة الثالثة 3 )

من عبادة  الصبر  

تحدثنا في الحلقة الأول عن الصبر وجوانبه وعددنا في   الحلقة الثانية  أنواع الصبر...وللتذكرة هي :

1/ الصبر على الطاعة 

2/الصبر عن المعاصي

 3/الصبر على النوازل انتهينا من الصبر على الطاعه و اليوم حديثنا  عن الصبر عن المعاصي والصبر على النوازل .


 أولا: الصبر عن المعاصي وهو عنصر المقاومة التي تثبتك في طريق الصعب ،بمعنى أن صبرك عن محارم الله أيسر وأسهل لك من صبرك على عذاب الله، لأن النفس بطبيعتها أمارة بالسوء.. نجد مثلًا من يُريد أن يعزف عن شرب المخدرات ليس له صبر أن يبحث عن حل لمشكلته فيجد أن  الأيسر أن يهرب من المشكلة وينسى، بدلًا من أن يصبر ويبحث عن حل بالتالي يلجأ للهروب بفقدان الوعي حتي يتناسي..  قال الرسول ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ حُفت الجنة بالمكاره وحُفت النار بالشهوات ،فالإقبال على المكاره والإدبار عن الشهوات لا يكون إلا لإنسانًا صبورًا ،يصبر  علي كل  جوانب المشقة ..ونسمع أيضًا أن لكل جواد كبوة والصبر جواد لا يكبو ..

وكما علمنا أن  الصبر شجرة جذورها مُرة وثمارها حلوة لذيذة  فالصبر بلسم الجروح...

3/الصبر علي نوازل الدهر.   والنوازل هي:

 ما ينزل بالعبد من نفسه أو ماله أو منزله أو أهله من سوء

قالﷻ: ﴿ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ﴾وهذا شيء وارد لأنه فطري  ومتكرر ومستمر فهو سنة الحياة .. نتحدث فيه عن أعظم مصيبة بالنسبه لنا جميعًا وهي مصيبة الفقدان بسبب الموت فلا يوجد بيننا من لم يفقد عزيز غالِ فمصيبة موت النبي صلى الله عليه وسلم هي أعظم مصيبة مر بها أي مؤمن وكل مصيبة بعد موته تهون وكل موت بعد موته نسمة خفيفة لأن محبة النبي من أعظم درجات الايمان الصادق لقوله صلى الله عليه وسلم 

[لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من ولده ووالده والناس أجمعين]

 يعني فراقك لأبوك أو أمك أو زوجك أو حتى ابنك كل هذه المصائب هينةبجانب فقدان النبي صلى الله عليه وسلم.. وفراق الأولاد من أعظم درجات الصبر التي  يختبرك بها الله سبحانه وتعالى فالصبر عند الصدمة الأولي 

أي أول دقائق لتلقي الخبر لذلك قال صلى الله عليه وسلم

﴿ ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب وفعل أمور الجاهلية﴾ وقال للنساء في درس العلم ذات  

مرة (ما منكنَّ امرأة تقدم ثلاثه من أولادها إلا كانوا لها حِجابًا من النار قالت امرأة.

و اثنين يا رسول الله قال واثنين .وقالت امرة وواحد يا رسول الله. قال وواحد بمعنى أن موت ابنك  وصبرك على فراقه يكون لك حجابًا وسترًامن النار

لأنه يرفض دخول الجنة الا وقد اصطحب يدك .

ثم ذُكر أن رسول الله ﷺ قال:

 إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: فماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك، واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسموه:( بيت الحمد).

وأروع مثال يُضرب في سياق هذا الموضوع  وسرعان ما  يتوارد إلي الذهن هو موقف الخنساء الشاعرة الجاهلية (وهي تماضر بنت عبد الله الشديد السهمي) حيث قدمت أولادها الأربعة في حرب القادسية  وما كان لها إلا أن حمدت الله وقالت :

(الحمد لله الذي شرفني بموتهم وأرجوا أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.)

رحم الله من فقدنا ، وصبر

من أبتلي  ،وجعله في ميزان حسناته

وللموضوع  بقية سنكملها في الحلقة القادمة بإذن الله.خشية الإطاله.


  ا.ناهد شريف

مصر المحروسة

دمياط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق