الثلاثاء، 31 ديسمبر 2024

كلمات عمرها سنوات ....بقلم الكاتب د.محمد موسى

 "من مذكرات أستاذ جامعي "


"كلمات عمرها سنوات"


             أحببتها على الورق وأحبت هي كلماتي، سنوات مضت على أول رسالة تلقبتها منها، تعيش هي في بلاد بعيدة ومع هذا البعد تلاقت مشاعرنا، سنوات ونحن نتبادل الأفكار بكل ود وإحترام، نسيتُ أنها أنثى ونسيت هي أنني من الرجال، فظلت فقط المشاعر تحرك الأفكار عندها وعندي، وأبداً ما خرجنا عن نطاق الأفكار، لذلك إستمر بيننا الود والحوار، فيبدو أن الإنسان إذا خرج من نوع جنسه يسبح مع من هو من غير جنسه في إفاق أكثر متعة من تلك التي يسعى لها كما الحيوان، وهكذا عشنا هي وأنا المشاعر وتبادل أفكار، فأكتب أنا وتناقشني هي، فكانت المتعة من أفكار تتلاقى وإذا إختلفت كانت بعيدة عن الصراع، سنوات وهذا هو الحال متعة النقاش بكل ود وإحترام، مع مراعاة كل منا للأخر فلا كلام بيننا يحمل المحسنات البدعية، فلا كناية ولا إستعارة ولا تطابق كل الكلام بيننا واضح لا يقبل التأويل ولا الإشارة ولا الإيحاءات، سنوات وهي تسري لتبث على الورق حيرتها مرة من الأخرين الذين شغلتهم التفاهة والجري وراء أوهام تسيطر على عقول لا تعرف كيف تعيش الحياة، وتقول لولا أيماني بالله ووجود

عقول ناضجة، لأغلقت نفسي على نفسي وغادرة دنيا السفهاء، ظل لسنوات هذا حالنا ووضعنا بنجاح قانون وكسرنا بالعقل الناضج حواجز وقدمنا للأخرين نموذج لعلاقة بين إثنين يختلفان في الجنس ويتفقان في الفكر وكأنهما معاً جنسٌ واحد، فلا حجل ولا خوف ولا شيء يمكن أن يضع بين الأفكار حدود، لقد نجح كل منا في أن ينظر للأخر من زاوية غير تقليدية كما يفعل عادة الأخرين، لذلك سنوات ونحن نتواصل بلا ملل ولا تغيرت نظرت كل منا للأخر، لم يدعي كل منا أنه قديس ولكن فقط إحترمنا أنفسنا فأحترم كل منا الأخر.


♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق