الأربعاء، 2 أكتوبر 2024

باب على بحر الروح ...بقلم الشاعر إدريس سراج


 باب على بحر الروح


 


 


أمضي في طريقي المجھول .


تسبقني غيمة داكنة السواد .


تقيني من عدوى الفرح العابر ,


و حمى الزحام .


باب على بحر الروح .


موج حزين ,


يصفع صخر الأوھام .


ناي مكسور ,


بجوار راع شارد .


ضوء يتسلل ,


من منارة منسية ,


في بحر بعيد .


ھل من مرفىء ,


يأوي ما تبقى مني ؟


ھل من صدر دافىء ,


يحزن للفراق الطويل ؟


ھل من قبر يسع 


للم كل ھذه الأشلاء ؟


ھل لا زالت السماء


تمطر ,


كما كانت من قبل ؟


سأنتظر


. في المنعطف القادم


قد يحن الغياب 


لحنيني .


قد تشرق الشمس ,


في كف طفل , 


يتيم القلب .


حافي العين .


جفت دموعه .


منذ القصف الأول .


حين سقط البيت .


سقط الشعار .


و علا اللغط و الفرار .


ھل من حلم بسيط ,


أسند عليه , 


جناحي المكسوران ؟


أنا الطائر المھاجر ,


منذ ولدت .


تدحرجت , 


على تربة  الكوابيس .


و لففت جراحي ,


في منديل الھجرة الأولى .


و شربت ,


من كوب الحب الأول .


و حسرة الفراق الأخير .


نسيت نطق اسمي ,


في حضرة  مرايا الجمال .


و دھاليز الرغبات . 


و أنا الخيبة , 


لا أنتھي .


أنا مقبرة الأحبة الأخيرة .


لا ريح تھب ,


على رايات ھزائمنا .


و لا  مراكب ,


ندس فيھا أحلامنا ,


للضفة الاخرى .


لا مواكب ,


لجنائزنا القديمة و القادمة .


نولد في صمت .


و نرحل في صمت كئيب . 


خبرنا كل الھجرات .


منذ الأندلس الأول .


الى العدوتين ,


بأسفل العمر .


مرورا بالرياض المعلق .


و وصولا إلى صحراء القلب .


لا شيء ثابت على العھد الكبير .


كنت أعلم , 


منذ الطلقة الأولى .


كنت ھناك .


حين الموت ,


نادى بالأسماء .


طوح بي ,


الى فوھة الحلم المستحيل .


كدت أستفيق .


لولا صوت خافت ,


دنا من جرحي .


و دس فيه ,


ثورة الجياع .


دھشة السؤال .


و لھفة العاشق .


نشوة الانتصارات البسيطة .


و شعر الثورات البعيدة .


رغبتنا في التغيير .


سقط الحلم .


علا اللغط .


ھوت قلاع


 الايديولوجيا الثائرة  .


و نما حزن جارف ,


في صفيح الاحلام .


ھل من حلم آخر ,


يضمد جراح السقوط الكبير ؟


ھل من ظل رحيم ,


يترحم على موتانا ؟


و أشباه أحيائنا ؟


أغمضت عيني ,


كي لا تفيض .


فأمطر صدري ,


ما عجزت عيني عليه .


و ساد صمت رھيب  .........


 


 


إدريس سراج


فاس   /   المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق