الأربعاء، 12 يوليو 2023

عفاف و المحاكمة ...بقلم الأديب د.عبد المنعم الفقي

 د/عبدالمنعم الفقي

......

عفاف والمحاكمة (تراجيديا الشقيانين) 

......

رواية علي حلقات. (1)

......

دخلت المقهي في ساعة قاسية من ساعات العصر ،

طلبت فنجانا من الشاي ورحت أمرغ لساني في مرارته

.....رنت بأذني كلماتها :

..أنت إنسان حقير يا ماجد...... ولكني أفهمك 

أنا لا ألومك علي الإطلاق...... فأنت مثل كل الناس ولاأكثر ولا أقل.... وداعا ياحقير 

....هكذا كان الفراق حارا وصادما.... ولم أتكلم يومها 

تركت عفاف تنتقي الكلمات بحرية وتسكبها علي رأسي كالماء البارد... تركتها تستمع بيومها الأخير معي إلي نهايته. 

وأكتفيت بالجلوس إلي جوارها كتمثال من خشب إلي أن أصدرت حكمها  بفراقنا. ...وأفترقنا في صمت.... 

لم أكترث يومها كنت أعرف أن تلك هي النتيجة الطبيعية لعلاقتنا أما الزواج فكان أبعد مايكون عن تفكيري.

....ومرت سنة.،سنتان ،ثلاث سنوات عشت خلالها في صراع مرير مع نفسي. 

..كنت أفكر لماذا يصنع الناس التقاليد ثم يشتمونها عاحزين. 

..وباءت كل محاولاتي بالفشل فلم أستطيع الإتصال بعفاف.. 

ولما أكتمل العام الثالث جلست وحيدا أغزل آلامي... وألعق ذكريات الأمس وأمضغ صمتي. 

كنت أخفي خلف صمتي شيئا مريبا وسخيفا أحاول أن أتحرر منه ،وأن أفعل شيئا هاما وحقيقيا ،شيئا يعيد إلي ماحلمت يوما بأنني قادر عليه. 

..أخترقت مؤخرة رأسي نار كاوية.. قررت أن أكسر القاعدة 

وأتمرد علي التقاليد... ذهبت لأطلب يدها زوجة شرعية لي. 

لم أعد أحتمل العذاب ،فالعذاب الذي عانيت بعيدا عنها عذاب قاطع مميت ،صهرني ذوبني ،صلبني وقادني إلي حافة الجنون قبل أن يفرغني من حقارتي ويصبني في هذا القالب الجديد. 

وللحكاية تكمله أنتظرونا 

د/عبد المنعم الفقي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق